• 23 آذار 2016
  • نبض إيلياء

خليل العسلي 

 

 خلال هذا الاسبوع  قمت بجولات غير مخطط لها للبلدة القديمة من القدس ، والتي هي قلب القدس وهي روح المدينة ، بل هي المدينة برمتها بتاريخها وعراقتها ! في احدى المرات كانت برفقة الدكتور محمد غوشة المؤرخ المخلص للقدس اكثر من اي  مسؤول او شخصية تستغل القدس ، فهو الذي  ابقى  القدس حية في ذاكرة العالم العربي والاسلامي ، جعل القدس حكاية يتم تداولها في الصالونات الرسمية لعلية القوم  وللحكام والمسوؤلين في العالم العربي والاسلامي بفضل كتبه المميزة، والتي كتبها بدمه وعرقه ،سهره لتصبح المرجع الاساسي بكل ما يخص القدس، فهو لم يبحث عن شهرة زائفة من خلال كتاب مسخ سخيف كما هو حال غالبية الكتب التي تكتب على فنجان قهوة حول القدس !  رايت الدموع في عيون هذا المقدسي المهذب وهو يسير في سوق القطانين وسوق اللحامين وسوق الباشوره وطريق الواد، عقبة السرايا ، عقبة الخالدية، باب الساهرة واخيرا باب العامود ، وكان الوقت ظهرا في اوج الاحتفالات بعيد الفصح المسيحي في القدس، ولكن الحوانيت كانت  خاويه واصحابها منشغلون بتبادل اطراف الحديث فيما بينهم ، بدلا من انشغالهم بالزبائن ، فالحياة الاقتصادية منهارة بشكل كامل في القدس . 

 ولا تصدقوا كل ما يقال لكم من ان هناك مشاريع وخطط اقتصادية لانعاش اقتصاد البلد، ولدعم صمود التجار الذين يعانون اشد معاناة ، فكل من يقول لكم ذلك قولوا له : انك كاذب!! فهذه الخطط وان وجدت لم نراها ولن نراها فهي اعدت خصيصا من اجل السرقة ، وليس من اجل دعم التجار وانعاش القدس!!

 قال صديقي الدكتور محمد غوشه : والله انه لشئ ينفطر له القلب ، ان ترى قلب القدس قد توقف عن النبض ، ان ترى  الحوانيت في البلدة القديمة تغلق ابوابها في ساعات العصر الاولى بعد ساعات ثلاث  من فتحها ، لم يتمالك الصديق نفسه هو يستمع الى تاجر صديق يقول  لنا : انه منذ اسبوع لم يدخل حانوته زبون واحد حتى من اجل معاينة البضائع فهو يفتح ويغلق بدون اي بيع بشيكل واحد 

ما علينا 

المهم ، انه كل من يحاول ان يبيع لنا وهم بان القدس بخير لا تصدقوه ، ان كان يتحدث عن القدس التي تعرفها،  وليس القدس الافتراضية التي تعشش بخياله ويصورها للعرب في ردهات الفنادق الراقية في العواصم العربية والاسلامية من اجل الكسب الحرام  ، 

 لا تصدقوا رجل الاعمال الذي رفع شعار القدس وجمع الاموال باسم القدس، ليختفى بعد ان فشل هو ومشروعه والقدس لم تستفيد منها شئ ولا زال  كخفافيش الليل

لا تصدقوا المليونير الذي يريد ان يعلم اهل القدس حب مدينتهم ، وهو الذي يتاجر باسم المدينة بحثا عن ملايين لا يحتاجها وبحثا عن مجد لن يحصل عليه، فالقدس سوف تحرقه كما حرقت الكثيرين من قبله!

لا تصدقوا السياسي الدي يقول ان الشعب في القدس يجب ان يقاوم ، وهو اول الهاربين  من ساحة الوغى ، وهو اول المنظرين واخر الصامدين ، فكل ما يهمهم راتبه الشهري مبررا ذلك بانه ما في اليد حيله 

لا تصدقوا رجل الدين الذي يوزع التصريحات الدينية النارية خدمة للجهة التي تدفع له ويقول لنا اصبروا فان الله معنا ، بالتاكيد ان الله مع اهل المدينة الصامدين الصابرين المخلصين  وليس مع التجار باسم الدين القابضين الثمن ! 

لا تصدقوا  المسؤول الذي يظهر بمنظهر الحمل الوديع الخادم للقدس واهلها وهو اول المخربين للقدس واهلها حفاظا على منصبه واخر همه بيت المقدس مستخدمه مبدا تفرق تسد  

لا تصدقوا الاقتصادي الذي يعلن هنا وهناك عن سوء الاوضاع الاقتصادية في البلد ، وهو على شاطئ البحر في الخليج باسم القدس،

ان كل من يقوم بجولة قصيرة في البلدة القديمة يعرف حجم الكارثة التي تمر بها المدينة ، ويعرف ان المعركة خاسرة !! ان لم يآ تي الفرج من عند الله ، وان لم يحدث تغيرا غير متوقع ، وان لم يغير الله القوم والقيادات وكل من يمارس العهر  باسم القدس 

وحتى ذلك الوقت  سوف يستمر مسلسل التدهور الى اسفل وبشكل سريع ،  وسيبقى مصصوا الدماء يعيشون على دماء القدس واهلها ،

ولم يبقى الا قول حماك الله يا قدس 

 وللحديث بقية