• 6 آذار 2013
  • نبض إيلياء

لقد آثار الإعتداء غير الحضاري وغير  المبرر في حرم جامعة اكاديمية فلسطينية على  شخصية دبلوماسية رفيعه المستوى هو القنصل البريطاني والذي جاء ليتحدث وليس ليتصارع! الكثير من التساؤلات حول إلى أين يسير الشعب الفلسطيني ؟! وهل نحن فقدنا حقا ثقافة الحوار ليصالح ثقافة الصراخ وثقافة العقل في اليد؟!

 ما علينا !

 المهم ، انه صحيح أن بريطانيا هي سبب المصائب التي يعيشها العالم العربي  حتى الأن منذ خداعهم للثورة العربية الكبرى، وتمزيقهم العالم العربي مع شركائهم في الجريمة فرنسا !

 صحيح أن بريطانيا هي سبب الكارثة  التي حلت بالشعب الفلسطيني منذ أن وطأت قدم الجنرال ادموند ألنبي البلاد وقال مقولته المشهورة عند دخوله القدس" الان انتهت الحروب الصليبية " مرورا بوعد بلفور المشوؤم  وتصرفات هربرت صموئيل الذي اسس دولة اسرائيل رغم انف العرب ، وصولا إلى أيامنا هذه والجهود العظيمة التي لا يبذلها توني بلير في تحريك العملية السلمية ويكتفى بشرح الموقف الإسرائيلي للإسرائيلين أضافة إلى جمع بعض الأموال لحسابه الخاص .

صحيح أن بريطانيا كانت تمثل كل الشر  في العالم  فهي التي فرقت الفلسطينين العرب بخداعها لبعضهم وقتلت البعض الاخر  وشردت البعض الثالث !

 صحيح أن بريطانيا لم تكن في يوم من الأيام صديقة للعرب ولا للفلسطينين ولن تكون كذلك في يوم من الأيام طالما انها تنظر اليهم نظره فوقيه !

 وصحيح  ايضا أن السياسة البريطانية كانت منذ أيام تشرتشل عنصرية ومنحازة ضد الفلسطينين بشكل خاص وستبقى ذلك لسنوات طويلة، طالما أن البريطاني يعتقد أنه ابو الدبلوماسية العالمية وابو الحيل والكذب والخداع ، فهو الذي كذب على الامير الشريف حسين واقنعه بالتمرد على اخيه التركي من اجل كذبه حقيره، واخذ بيته وقتله وشرده .....

  وصحيح أن كل ما تقدم صحيح وهناك الكثير من الاشياء  التي يمكن أن تقال عن بريطانيا فملفها مع العرب والفلسطيين مفتوح وسيبقى مفتوحا لعقود من الزمن وحتى يزول الظلم عن الشعب الفلسطيني وتعترف بريطانيا العظمى والصغرى بمسوؤليتها التاريخية عن الكارثة التي حلت بشعب مسالم خرج وتشرد من ارضه

 ولكن،

 هذا لا يعنى أن نوافق على ما قامت به مجموعة من الشبان الاكاديمين من طلبه جامعة بير زيت المعروفة في فلسطين من إعتداء اقل ما يقال عنه بأنه هجمي  ،على  السير فنسنت فين القنصل البريطاني العام في القدس ، ذلك القنصل الذي آبدى أكثر من غيره  من قناصل بريطانيا والدول الاخرى ، تعاطفا وتعاونا وعملا من أجل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بصورة لا تستحق منا إلا التقدير والشكر..!

 وجاء في بيان القنصلية البريطانية :" ان السير فنسنت كان يأمل أن يؤكد التزام بريطانيا القوي لقيام دولة الفلسطينية ، والحاجة الملحة للتقدم في عملية السلام في عام 2013". واكد البيان "ان السير لا يزال ملتزما في بناء علاقته مع مجتمع الطلاب الفلسطيني، ونأمل أن تتاح الفرصة لمتابعة هذا الحوار في المستقبل. "  حتى لو كان هذا مجرد كلام بكلام ( او كما يقال كلام فض مجالس ) إلا انه يعنى اهتماما بريطانيا ما ، ومجرد وصول القنصل الى جامعة بير زيت دليل على أهمية هذا الصرح العلمي واحترام السلك الدبلوماسي  له ولطلبه !!

 ان هذا الحادث ليس الأول من نوعه ولكنه الأول من حيث خطورته فهو يجب ان ينير الكثير من علامات الانذار المبكر لدى المسوؤلين في الجامعة وفي مجلس الطلبة وفي القيادة الفلسطينية ولدى النشطاء الاجتماعي ، فمجرد استبدال لغة الحوار بلغة الصراخ ، هذا بحد ذاته نذير شؤوم لانه بلغة الصراخ لا احد يسمعنا، ولن نسمع احد صوتنا وموقفنا !! كما ان استبدال لغة الحوار والمنطقة بلغة العضلات، بألتاكيد لن تفيد فعضلاتنا منهكة وغير جاهزة لمعركة العضلات

 والاخطر من هذا وذلك انه في الوقت الذي قرر فيه الشباب صم اذانهم وفتح افواهم اكثر فان هذا سيدخل المجتمع الفلسطيني في حالة فوضى عارمة الجميع فيه يصرخ على الجميع ومن يجد ان صراخه ليس مرتفعا سوف يستخدم عضلاته لاثبات موقفه ، وعندها  فقط الله يعلم ماذا سيحل بهذا الشعب المسكين ففي الماضي عندما وصلنا ألى هذه الحالة المرضية، كانت النتيجة ان الاخر وصل وارتاح  ولم يبقى من البلاد الا مركز المدن ، وهذا المرة لن يبقى من البلاد الا غرف النوم في المنازل 

وللحديث بقية