• 15 تشرين أول 2013
  • نبض إيلياء
ها قد عاد عيد اخر على القدس، ها قد حل عيد الاضحى ضيفا عزيزا مباركا على بيوت المقدسين في محاولة ربانية لانتزاع ابتسامة على الوجوة التعبة الهرمة من كثرة الهم والغم والنكد، انه العيد الذي يلحق اخاه العيد الصغير والذي كان قد رحل ولم يفلح ببث بصيص امل في نفوس المقدسيين الذين فقدوا الايمان باي شيئ سوى الايمان بالله عز وجل 
ما علينا 
المهم، ان هذا العيد يحل على اهل القدس وعلى المدينة وعلى مسجدها الاقصى وكنيستها القيامة، وهم باسوء حال، ففي يوم عرفة اقدم اليهود ليس المتطرفين منهم ، بل المتدينين العاديين على رفع العلم الاسرائيلي واداء الطقوس التلمودية اليهودية ، في تتويج واضح لسلسلة منظمة من خطوات هنا وهناك في مخطط مرتب لخلق واقع ذهني وشعوري ونفسي قبل ان يتحول ذلك لواقع يتقبله العرب والمسلمين حتى لو بدى هذا مستحيلا في الوقت الحالي، فما كان مستحيلا عام سبعة وستين من رؤية اليهود المتدينيين في رحاب الاقصى اصبح واقعيا حتى الان، وما كان محرما يهوديا اصبح حلالا صهيونيا ودينيا 
وما كان مستحيلا ذكره في الاحاديث الخاصة فلسطينياعن تقبل فكرة التوجه الى وزارة الداخلية للحصول على الجنسية الاسرائيلية ، اصبح مقبولا ويمكن الحديث عنه علانية بلا خجل ، فهذه الصديقة الصحفية لم تخجل ان تقول في جلسة علانية انها تقدمت بطلب الحصول على الجنسية الاسرائيلية و ان موظفة الداخلية ابلغتها ان قائمة الانتظار طويلة وان موعد بحث طلبها لن يكون قبل منتصف عام2014.... فهذا الحديث الذي اصبح عاديا ويمكن تقبله كان مجرد هلوسة خيانية مرفوضه قبل سنوات 
ما كان مستحيلا قبل سنوات تصديقه اصبح واقعا مؤلما، تدمع له العيون  وتقطر له القلوب دما، انه واقع سكان القدس واوضاعهم الاقتصادية والتي وصلت الى حضيض الحضيض ، وكما يقولون بالعامية  "اصبحوا على الحديده.." فوفقا لكل ارقام الجمعيات الخيرية الكثيرة بالقدس فان اكثر من ثمانين بالمئة  من سكان العرب يعيشون تحت خط الفقر رغم ان غالبية المقدسين تعمل في وظائف مختلفة الا ان رواتبهم لا تكفيهم لشراء الخبز ، والسبب هي الاجراءات الاسرائيلية التي تهدف الى جعل المقدسي يعتمد على المؤسسات الحكومية وبعد ذلك يقومون بتقليص الخدمات مما يزيد من نسبة الفقر التي تعتبر الاعلى في اسرائيل وفي الاراضي الفلسطينية على حد سواء، وكل المؤشرات تؤكد ان الاوضاع مستمرة نحو الاسفل وشبح الفقر يخيم على كل بيت من بيوت القدس الشرقية. 
عاد العيد وحالة الغربة التي يعيشها كل مقدسي فرادا وجماعات تتعمق كل عيد بصورة اكبر، فما كان يعتبر مجرد مبالغة مقدسية قبل سنوات اصبح  هو الصراع بحد ذاته ، صراع الذات، وصراع حول  المدينة المقدسة ، فهذا الشعور القاتل بانك وحيدا في صراع البقاء، يؤلم اكثر من اي شيئ ، انه صراع  الهوية ، والاصعب من كل هذا انه رغم انك وحيدا في معركتك الا انك محاسب عربيا ودوليا على كل قرار تاخذه فان اجتهدت فالويل لك، فقد تتهم بالخيانة، وان طالبت العرب بالمساعدة قالوا لك اذهب وربك فحاربا وها نحن قاعدون ..!!!
فعلا اعانكم الله يا اهل القدس على ما انتم فيه ، فلا صديق يساعد ولا اخ يساند وبعد ذلك يطلبون منك الصمود 
وكل عام وانتم بخير 
وللحديث بقية