- 28 شباط 2014
- نبض إيلياء
في عمان يتحدث الجميع ، واقصد بالجميع إما المسؤولين او الصحفيين او الحزبين وكما يسمونهم في الأردن " النخب " او "الصالونات السياسية"عن خطاب جلاله الملك عبد الله الثاني وتأكيده الحازم ،انه لا " وطن بديل " وان كل ما يجرى الحديث عنه عبارة عن كلام لا أساس له من الصحة ، بل ان بعض من تحدثت معهم أعربوا عن سعادتهم من النبرة الحازمة الصارمة الذي أظهرها الملك في كلماته التي لا تقبل اي تاؤيل او تفسير على غير وجه واحد ، بل ان اكثر من استمعت لبعضهم وهم من الصحفيين والأصدقاء غير السياسيين، ان جلالته حذر بالكشف عن اسماء من يروجون لهذه الأحاديث التي تثير الحالة من التململ في الشارع الأردني ، مما يعيد مرة اخرى الحديث عن العلاقة بين فئات المجتمع ، ويظهر مدى حساسية هذه الموضوع في شرقي نهر الأردن.
ان ما قصده الملك هو ان هناك مجموعة او جماعة مستفيدة من اثارت الحديث بين الفترة والأخرى عن الوطن البديل، وكيف ان الأردن يمكن ان يدفع ثمن اي اتفاق إسرائيلي فلسطيني ، هذه الفئة هي المستفيدة من هذا التوتر ،والتي لا تبالي ان أدى هذا التوتر الى ضرر باستقرار الأردن ، وبالتأكيد فان هذه الفئة تقابلها فئة فلسطينية تتلاقي معها في المصالح ، تقوم بالخفاءبالترويج لهذه لإشاعات التي تهدف الى زعزعة الثقة بين أبناء الشعب الواحد
ما علينا
المهم ، ان ما يهمنا من هذه الهرج هو استخدم المقدسيين كوقود لهذه الفئة او تلك، فنجد ان هذا الصحفي الذي يعتبر نفسه "كبيرا" يطلق العنان لخياله الجامح ويقول في كلمة له ان آيه تسهيلات من قبل الأردن على الفلسطينين عامة وعلى القدس بشكل خاص من شانها ان تساهم في تفريغ المدينة من أهلها ، بل ان المصيبة هي ان هذا الصحفي الاقتصادي المعروف بمواقفه الراديكالية وغير الاقتصادية، قال في مقالته اليومية بصحيفة "الرأي "الاردنية ان الإحصاءات التي يملكها تؤكد ان عدد المغادرين الفلسطينين الى الأردن اكبر من العائدين اليها عبر جسر اللنبي او جسر الملك حسين ، هذه الإحصاء من تأليف هذه الصحفي، لان الواقع يقول عكس ذلك ، بل ان إحصاءات القادمين المغادرين الرسمية تنفد كلامه الذي يريد به تعميق الهوة وبث روح عدائية بين الأخوة متناسين مقولة جلالة المغفور له الملك الحسين عندما قال " الاخوان هنا والأعمام هناك.والخوال هناك والأعمام هنا"
ما نقوله لكل من يلوح بالخطر الوهمي المتمثل بالوطن البديل ان يكف عن ذلك، وان يخصص وقته وخبرته لمعالجة المشاكل الكثيرة التي تعاني منها فلسطين والأردن، بل اللعب بالنار
كما نقول ان المقدسيين لم يفكروا ولن يفكروا في يوم من الأيام بترك القدس من اجل اجمل مدينة عربية مهما كانت الإغراءات ، فكيف يترك مقدسي مدينة ربانية ، مدينة هي قطعة من السماء من اجل حفنة من تراب مدينة عربية او اجنبية ، وانت أيها الصحفي الاقتصادي تشك بالكلام فعليك ان تسال معارفك أينما تواجدوا لتعرف ان المقدسي حتى لو تقطعت به الاوصال ووجد نفسه خارج القدس فانه يعمل كل ما باستطاعته للعودة اليها، فالكثير من المحامين أصبحوا اصحاب ملايين من وراء تخصصهم في المحاكم الإسرائيلية لعودة المقدسيين القلائل الباقين الى المدينة حتى لو كلفهم هذا مبالغ طائلة ، وهو يكلفهم مبالغ طائلة
لذلك وكما قال ذلك الرجل العجوز الساكن احد احياء البلدة القديمة " حلو عنا فنحن فينا ما يكفينا، وكل ما نريده هو تسهيل صمودنا لا تعقيد حياتنا، فان كان بالأمكان ذلك فعلوا ، وإلا فاصمتوا ، وخلونا نواجه المشاكل لوحدنا نيابة عنكم للدفاع عن الأقصى ليست لنا وحدنا " اعتقد ان هذا الكلام خير رد على من يحاول الصيد بالمياه العكرة ، فلا احد يفكر بترك وطنه ولا احد يفكر بالوطن البديل الا اصحاب القلوب الميته...
وللحديث بقية