• 27 آب 2023
  • من اسطنبول

 اسطنبول- أخبار البلد -  كتب أحمد هيمت : 

شهدت مدينة اسطنبول في الأيام الاخيرة نشاطا فنيا مميزا بهدف تعزيز التعاون بين الفنانين العرب والأتراك،  نُظم هذه الفعالية الفنية "ملتقى الفن التركي العربي"، في صالة الثقافة بمسجد "تقسيم"، بمشاركة 75 فناناً من تركيا وجنسيات عربية مختلفة.

ونشرت صحيفة ديلي صباح تقريرا شاملا عن هذا النشاط الفني ويسعدنا في " أخبار البلد" اعادة نشر التقرير

وجاء الملتقى بتنظيم من مؤسسة "البيت العربي للفنون" و"بيت الفن التركي العربي"، وبرعاية الجمعية التركية العربية، وأقيم خلاله معرضاً للرسم والفن التشيكلي، إضافة إلى نشاطات فنية وثقافية وترفيهية.

وفي كلمة له في حفل الافتتاح، قال رئيس الجمعية التركية العربية متين طوران، إن "هدفنا هو الجمع بين الفنانين الأتراك والعرب في مجال الثقافة والفنون، لتطوير التعاون في المجالات الفنية بين العالمين التركي والعربي والترويج لأعمال فنانينا الأتراك في الدول العربية".

وقالت الفنانة التشكيلية سلام معاذ، مديرة "بيت الفن التركي العربي"، في تصريح لـ "ديلي صباح": إن "الملتقى انطلق بنسخته الثالثة هذا العام، وضم 75 فناناً من عرب وأتراك، وذلك بعد نجاح نسختيه السابقتين، ووصول طلبات كثيرة من فنانين للمشاركة فيه".

ولفتت معاذ إلى أن ما ميز النسخة الثالثة للملتقى هو"مشاركة فنانين فلسطينيين، جاؤوا من القدس، إضافة إلى زيادة عدد المشاركين من الفنانين الأتراك، الذين تشجعوا للمشاركة بعد أن أعجبوا بجودة أعمال الفنانين العرب في النسخة الأولى له".

وأشارت مديرة بيت الفن التركي العربي إلى أن أعمال المشاركين تنوعت بين عدة مدارس فنية، إضافة إلى مشاركة خطاطين كبار مثل "زيدان عزام"، واليمني "فؤاد الغمري" وآخرين.

وأكدت معاذ أن الهدف من "بيت الفن التركي العربي" هو جمع الفنانين العرب والأتراك، تحت مظلة واحدة، وتعزيز التعاون والعلاقات بينهم في المجال الفني.

17 فناناً وفنانة من فلسطين

وعن مشاركة الفنانين الفلسطينيين في هذه النسخة من الملتقى، قالت الفنانة ميس داعور، التي جاءت من القدس: "هذه مشاركتي الأولى في الملتقى التركي العربي ضمن مجموعة من 17 فناناً وفنانة تحت اسم "أيقونة القدس للفن التشكيلي"، والمسؤول عنها الفنان الفلسطيني المعروف طالب دويك".

وأوضحت داعور، لـ "ديلي صباح"، أن "أعمالهم تجسد طبيعة مدينة القدس، وصوراً لبعض الشخصيات، وأعمالاً تشير إلى رمزية القدس، بعضها سيريالية أو خيالية، وتعبر عن تصورات الفنانين الخاصة وإحساسهم تجاه القدس، بطريقتهم وأسلوبهم وألوانهم".

وحول مشاركتها في المعرض، قالت الفنانة التشكيلية داعور: إن "عملي يجمع بين مجموعة من الثقافات، ويعكس النسيج الثقافي والديني المختلف والمتناغم الموجود في مدينة القدس، استخدمت فيه تقنية تجمع بين "الكولاج" و"تأسيس الرمل"، إضافة إلى زخرفة إسلامية، وكلها مستوحاة من المسجد الأقصى وقبة الصخرة، للتعبير عن طبيعة علاقتي بالمكان".

وأكدت داعور أن الذي جذبها وبقية الفنانين والفنانات الفلسطينيين للمشاركة في الملتقى بإسطنبول بأنهم "يؤمنون بأن وجود القدس في مثل هذه المعارض الخارجية، يشكل بصمة هامة في توصيل الرسالة الخاصة بالمدينة والقضية الفلسطينية، ويفتخرون بوجودها في مثل هذه المعارض".

بدورها، قالت الفنانة الفلسطينية حياة الطويل: شاركت بلوحة قبة الصخرة سميتها "التناغم"، وهو عمل استخدمت فيه "الإكرليك على الكانفس"، وأحببت أن أبرز الترابط بين هذه الألوان والحياة الموجودة في القدس، من خلال قبة الصخرة الموجودة في وسط اللوحة، المفعمة بألوانها وبكل تفصيل من تفاصيلها.

وأضافت الطويل، لـ "ديلي صباح": "هذه مشاركتي الأولى بهذا الملتقى والمعرض، وقد كانت لوحتي ملفتة ولاقت إعجاب الزوار".

ومن جانبها، قالت الفنانة سمر الشلودي من القدس: شاركت بعمل تحت عنوان "القدس في القلب"، واستخدمت فيه ألوان "أكرليك على الكانفس"، وتحكي اللوحة عن القدس وباب العمود، أحد أبرز أبواب المدينة، وعن التمازج الإسلامي المسيحي في القدس، وأيضاً تضمنت لوحتي مفتاح العودة، الذي له رمزية خاصة للقضية الفلسطينية".

ولفت انتباه زوار المعرض مشاركة للفنانة التشكيلية السورية الشابة سيدرا صويري، التي ارتدت رداءً أحمر اللون وحملت بيدها فانوس مضيء، "في تجسيد واقعي للشخصية التي رسمتها في لوحتها".

وعن مشاركتها هذه وفكرة لوحتها، قالت صويري لـ "ديلي صباح": "لوحتي تحكي عني، وجاء الإلهام لرسمها من شخصيتي، وهي بعنوان "الغموض"، والتي تحكي عن المغامرة والتخفي لصاحبة الرداء الأحمر، التي دخلت في مغامرة جديدة تبحث عن مستقبل فيه أمل وخير، وهذا ما يدل عليه الفانونس، وأما اللون الأخضر المتمثل بالغابة يدل على العطاء، في حين أن القناع يدل على التخفي، واللون الأحمر للرداء يدل على القوة والغضب اللذان تحملهما ذات الرداء من أجل مغامرتها، التي بدأتها تاركة كت كل شيء خلفها، مضيفة :"وهو نوع من التشكيل واقعي، والعمل بالألوان الزيتية".

وأردفت صويري: "الكثير من الزوار أعجبوا بالعمل، وكيف أنني دمجت هذه الأفكار في لوحة واحدة، وهناك من قال لي أن اللوحة تتحدث عنهم وعن شخصيتهم أيضاً".

بدورها، قالت بانا الحلي، فنانة تشكيلية عراقية مقيمة في بريطانيا وعضو في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين: إن "المعرض كان مهماً جداً لي تعرفت من خلاله على نخبة من الفنانين والفنانات وأعمالهم الرائعة".

وأضافت الحلي: "مشاركتي هي عمل واحد يتكون من جزءين يمثلان الانعكاس الأول والثاني بحسب تأثر الإنسان بمحيطه، فعندما تكون الظروف مريحة للأعصاب، كما في اللوحة الأولى التي استخدمت فيها الألوان الهادئة والأشكال الإنسيابية، وبينما عندما تؤثر ضغوط الحياة على الإنسان، قمت بتمثيلها في الجزء الثاني عبر السلسلة والأحجار والألوان "الغامقة".

مهمة جداً للفنان بأن يرى ردود الأفعال مباشرة من قبل الزوار، على عكس عرض اللوحات على مواقع التواصل الاجتماعي، فهنا تشاهد انعكاسات العمل على عيون الناس بشكل مباشر، وأيضاً هو فرصة للفنان ليعبر بشكل أفضل عن عمله ورسالته".

جولة بحرية في البوسفور

وشهد الملتقى أيضاً ورشة للرسم المباشر، قام خلالها عدد من الفنانين بالرسم بجانب بعضهم البعض، كما شهد حفل الافتتاح مشاركة بمعزوفات موسيقية لعازفة الكمان التركية "أجم أيدوغدو"، وعازف البزق السوري محمد يوسف.

وفي اليوم الأخير للملتقى، الأحد، نظمت جولة بحرية في مضيق البوسفور على متن سفينة تابعة لبلدية أوسكودار بإسطنبول، شارك فيها نحو 400 شخص من الفنانين العرب والأتراك وأصدقائهم وذويهم، وهدفت للتعارف وتعزيز التواصل والتعاون بين الفنانين العرب والأتراك.

وتخلل الجولة البحرية مشاركة من الفنان براء عويد، عبر عدد من الأغاني الشعبية والقدود الحلبية وبعض أغاني الأطفال، التي غناها في قناة طيور الجنة، إضافة إلى مشاركات بقصائد لعدد من الشعراء، وأجواء مرحة قدمها الإعلامي السوري عبدالمعين عبدالمجيد.