• 30 تشرين أول 2023
  • من اسطنبول

 

 اسطنبول - أخبار البلد -  كتب أحمد هيمت 

 احتفل مواطنو تركيا  بعيد الجمهورية وسط مشاعر فرح لما حققته تركيا خلال المئة العام الماضية جعلتها  في مصاف دول العالم ، امتزجت تلك المشاعر بمشاعر غضب وحزن لما يجري في قطاع غزة من مجازر على يد إسرائيل، هذه المشاعر كانت واضحة في كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي ألقاها في الحشد الكبير الذي اطلق عليه تجمع فلسطين الكبير قبل يوم واحد من الاحتفال بعيد الجمهورية عندما حمل مسؤولية ما يجري في القطاع إلى الغرب الداعم لإسرائيل مشددا على أن تركيا حكومة وشعبا تقف الى جانب الشعب الفلسطيني. وسط هتاف مئات الآلاف من المشاركين في التجمع الذي جرى في اسطنبول.

 من ناحية اخرى وجه الرئيس اردوغان رسالة الى الشعب التركي بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى للجمهورية ، وقد حصلت شبكة " أخبار البلد" المقدسية على نسخة من رسالة الرئيس التركي بهذه المناسبة  ويسعدنا ان ننشرها كاملة بعد تقديم اجمل التهاني  لتركيا حكومة وشعبا بمناسبة المئوية الاولى للجمهورية هذا نص رسالة الرئيس رجب طيب اردوغان : 

أيها المواطنون الأعزاء، 

اعزائى الضيوف،

أحييكم بخالص مشاعري ومودتي واحترامي.

بمناسبة عيد الجمهورية في 29 أكتوبر، أهنئ من كل قلبي مواطنينا الذين يعيشون في بلدنا وفي جميع أنحاء العالم.

 إننا اليوم، نشعر بالإثارة والفخر بلوغنا الذكرى المئوية لتأسيس جمهوريتنا.

وفي هذا المنعطف من تاريخنا المجيد، أتذكر بالرحمة جميع أبطالنا الذين كانوا رواد إنشاء دولتنا الجديدة، وخاصة مؤسس جمهوريتنا الغازي مصطفى كمال أتاتورك.

وأترحم على شهدائنا ومحاربينا القدامى الذين سفكت دماءهم في سبيل الوطن على مدى ألف عام.

وأود أن أعرب عن امتناني لكل من خدم بلدنا وأمتنا ودولتنا على مدى قرون بإيمانهم بـ "الدولة الخالدة".

إن الجمهورية التركية، التي نحتفل اليوم بذكراها المئوية بحماس كبير، هي آخر دولة لنا أنشأناها على هذه الأراضي.

إن رحلة أمتنا من الماضي إلى المستقبل استمرت حتى يومنا هذا، من السلاجقة إلى العثمانيين، ومن العثمانيين إلى الجمهورية التركية.

تتمتع جمهورية تركيا بكل تراكم تقاليد دولتنا التي يبلغ عمرها 2200 عام، والتي تجد معناها في النجوم الستة عشر الموجودة على الختم الرئاسي.

وبالإلهام الذي نستمده من تاريخنا الراسخ وقيمنا العريقة، فإننا نسعى جاهدين لتعزيز جمهوريتنا وإعدادها للقرن الجديد.

ومن واجبنا الأهم أن نجعل جمهوريتنا، التي ولدت " كحامي المحتاجين" على حد تعبير الغازي مصطفى كمال، ستعيش إلى الأبد.

وبهذا الفهم، قُدنا بلادنا من نجاح إلى نجاح ومن نصر إلى نصر في الأعوام الـ 22 الماضية.

لقد اتخذنا خطوات لرفع جمهوريتنا فوق مستوى الحضارات المعاصرة من خلال الاستثمارات، والتغلب على الإهمال وأوجه القصور التي دامت قرناً من الزمن.

لقد قمنا بتنفيذ إصلاحات تاريخية في كل المجالات، من الديمقراطية إلى الاقتصاد، ومن الأمن إلى العدالة، ومن التعليم إلى الصحة، ومن الزراعة إلى السياسة الخارجية.

ومع نظام الحكومة الرئاسية، حولنا إلى واقع المثل الأعلى الذي عبر عنه الغازي مصطفى كمال بأن "غرض النضال الوطني وهدفه هو ضمان واستدامة الاستقلال الكامل والسيادة غير المشروطة للأمة"، وإن كان ذلك بعد ما يقرب من قرن من الزمان.

ومن خلال إزالة الجدران بين الدولة والأمة، ضمنا توحيد الشعب والجمهورية.

وبفضل نضالنا المنتصر ضد دوائر الوصاية، لقد ضمنا توحيد الديمقراطية والجمهورية 

والآن، نعمل بلا كلل لجعل القرن الثاني للجمهورية قرن أمتنا في العالم، من خلال السعي لتحقيق هدف "قرن تركيا".

مع اقتصادنا المتنامي، وديمقراطيتنا المعززة، وسمعتنا المتنامية، ومجال نفوذنا الآخذ في الاتساع، وسياستنا الخارجية المبدئية والحكيمة، فإننا نستمر في كوننا "حامي المحتاجين"، في جميع أنحاء العالم.

ويسعدنا أن نرى أن كل نجاح لتركيا يتم اتباعه بالأمل من قبل جميع المضطهدين في منطقتنا والعالم.

نحن عازمون على تمجيد المثل الأعلى لتركيا العظيمة والقوية، بغض النظر عن الدوائر الحاقدة، في الداخل والخارج.

على الرغم من المنظمات الإرهابية التي تُستخدم كسلاح للإمبرياليين،

وعلى الرغم من والغزاة الذين ما زالوا يتابعون حسابات القرن الماضي،

وعلى الرغم من والأشخاص الطموحين غير الأكفاء والذين يشعرون بالانزعاج من نجاحات بلدنا،

وباختصار، على الرغم من أعداء الأمة والوطن، 

سنحقق القرن التركي، بمشيئة الله، كما هو الحال مع أهدافنا الأخرى.

كان الله في عوننا.

وبهذه المشاعر والأفكار، أهنئ من صميم قلبي جميع مواطنينا الذين يعيشون في تركيا وخارجها، بمناسبة عيد الجمهورية.

الخلود لأرواح شهدائنا!

الذكرى المئوية السعيدة لتأسيس جمهوريتنا!