• 20 شباط 2021
  • حكايات مقدسية

 


بقلم : الباحث الشيخ مازن اهرام

 

العمائم تيجان العرب

أنا ابنُ جلا وطلّاع الثنايا … متى أضعُ العِمامة تعرفوني

والله يا أهل العراق إنّي أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، فكأني أنظرُ إلى دماء مِن فوق العمائم واللحى" فانقاد له العراق طوال سنوات، وخافوا بطشه وهيبته وقتله للناس دون وجَل منهم

(الحجّاج بن يوسف الثقفي)

لغة: في القاموس المحيط: والعِمامةُ، بالكسرِ: المِغْفَرُ، والبَيْضَةُ، وما يُلَفُّ على الرأس ج: عَمائِمُ وعمام، وفى المخصص لابن سيده هي اللباس الذي يلاث على الرأس تكويرا. آهـ
والعصابة والعمامة سواء
في الشرع ورد فيها:

في كتاب الزينة من سنن النسائي. باب إرخاء طرف العمامة بين الكتفين عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه قال وفى القاموس المحيط: والعِمَّةُ الطابِقِيَّةُ، هي: الاقْتِعاطُ في النهاية في غريب الحديث:

فيه: “أنه نهى عن الاقْتِعاط" هو أن يَعْتَمَّ بالعِمامة ولا يَجْعل منها شيئاً تحت ذَقَنه. ويقال للعِمامة: المِقْعَطَة. وقال الزمخشري: المِقْعَطة والمِقْعَطُ، والمِقْعَطَة والمِعْقَطَة): ما تعَصِّب به رأسَك وفيه: “أنه نَهى عن الاقْتِعاط وأمَر بالتَّلَحِّي" وهو جَعْل بعض العمامة تَحْت الحنَك، والاقْتعاط: ألا يَجْعل تَحتَ حَنَكه منها شَيْئاً

في لسان العرب أيضا

وقعَط عِمامتَه يَقْعَطُها قَعْطاً واقْتَعَطَها: أَدارها على رأْسه ولم يَتَلحَّ بها، وقد نُهِيَ عنه. وفي الحديث: أَنه أَمَر المُتَعَمِّم بالتلَحِّي ونهَى عن الاقْتِعاطِ؛ هو شدُّ العِمامة من غير إِدارة تحت الحنك. قال ابن الأَثير: الاقْتِعاطُ هو أَن يَعْتَمّ بالعِمامة ولا يجعل منها شيئاً تحت ذَقَنه. وفي الحديث: نَهى عن الاقْتِعاطِ وأَمرَ بالتلَحِّي؛ وهو جعل بعض العمامة تحت الحنك، والاقْتِعاطُ أَن لا يجعل تحت حنكه منها شيئاً، والتلَحِّي بالعمامةِ إِدارةُ كَوْر منها تحت الحنك. الجوهري: التَّلَحِّي تطويق العمامة تحت الحنك

تأنّق المسلمون في ملابسهم وأغطية رؤوسهم منذ قديم الزمان، في عصور الجاهلية وما قبلها، وإذا كان الإسلام قد جاء بتشريعات الطهارة ظاهرة وباطنة، ويدعو إلى النظافة والجمال ويحضُّ عليه؛ لأن "الله جميل يُحبُّ الجمال" ويكره الخيلاء والكبر، فإن العِمامة كانت جزءا من هذه الظاهرة الثقافية والفكرية التي كانت تنعكسُ في الملبس والشكل الخارجي

فالعمامة أحد أغطية الرأس الشهيرة عند العرب والمسلمين طوال قرون من تاريخهم، وهي قطعة من القماش كان يترك لكل جماعة ما يناسبهم فيها، مراعين في ذلك الأجواء والظروف المختلفة، ولا يُلتزم لون ولا شكل معين فيها وإن غلب عليها طريقة التكوير واللفّ، وكانت العمامة عادة العرب لوقايتهم من الحر أو البرد، فقد ذكر أبو الأسود الدؤلي (ت 69هـ) التابعي الشهير وواضع علم النحو أن العمامة "جِنّة في الحرب، ومُكنة من الحرّ، ومدفأة من القرّ (البرد)، ووقار في الندى، وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة

أحكام العمامة:

ولقد ورد في الأثر أن العمامة في الحضر طولها سبعة أذرع وفي السفر طولها تسعة أذرع وذلك  تصلح لثام من غبار السفر  وتصلح  حبلاً لدلو البئر لاستخراج  الماء  وتصلح أيضاً كفنا حين الوفاة وقد شُرعت الذؤابة (وهي القطعة المُدلاة من العمامة ) فإن كانت من الخلف فهي لعامة الناس  وإن كانت من الجهة اليسرى من الكتف فهي للعلماء  وإن كانت من الجهة اليمنى  فهي للسادة الأشراف آل البيت لرسول الله صلى الله عليه وآلة وصحبه وسلم .وقد عهد الأشراف لُبس العمائم  وتجد عند ناصية الشريف  يجعلها  كالقوس (هلال) وذلك  للسجود على الجبهة  امتثالا لحديث الرسول محمد صلى الله  عليه وآلة وصبه وسلم عن عبدالله بن عباس (رواه البخاري)

 (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ ولَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ والشَّعَرَ

كانت العمامة عند العرب من لوازم مروءة الرجل، بها يبرزُ جماله، ويحسُن بين القوم وضعه، ويرتفع مقامه، حتى أُثِر عن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه أنه قال: العمائم تيجان العرب

ولقد لبسها النبي -صلى الله عليه وسلم كما اعتاد قومه، وأكثر ما ورد عنه فيها من أحاديث ومرويات هي حِكاية لأحواله وسيرته، أما ما ورد من الأقوال في التزامها كشريعة ودين فأكثره لا يصلح حجة في ثبوت الأحكام، ومنه ما رُوي عن عبد الله بن عمر مرفوعا:

 "عليكم بالعمائم، فإنها سيما الملائكة، وأرخوها خلف ظهوركم"، كما يذكر الشيخ عطية صقر -رحمه الله-في سؤال جاءه حول وجوب لبس العمائم استنانا بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم.

عمامة النبي صلى الله عليه وسلم لا تشبه ما يسمى بـ "الغبانة"؛ فعمامة النبي صلى الله عليه وسلم لم يَرد أنها كانت مزخرفة، وإنما من لون واحد، وكانت على عادة العرب تُجعل تحت الحنك، وورد أن لها ذؤابة، والقلنسوة كانت تحت العمامة، ولم يرد أنها كانت مرتفعة والعمامة حولها

ومن هنا، جعل ابن الحاج العبدري (ت 737هـ) في كتابه "المدخل" لبس العمامة مِن المباحات؛ لأنها فعل للنبي -صلى الله عليه وسلم لم يظهر فيه معنى القُربة أو التشريع، بل يظهر معنى العادة والطبيعة كالأكل والشرب والملبس. ونفهم من هذا أن العمامة كانت من عادة النبي -صلى الله عليه وسلم المحببة إليه ومن عادات العرب والمسلمين طوال قرون بعده، وكان إذا جاءه القميص (الثوب) أو العِمامة الجديدة يقول:

"اللهم لك الحمدُ أنت كسوتنيه، أسألُكَ من خيره وخير ما صُنع له، وأعوذُ بك مِن شرّه وشرِّ ما صُنعَ له

 (ت 756هـ) في كتابه "زاد المعاد": "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان له عمامة تسمى السحاب، كساها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة (ما يشبه طاقية الرأس)، وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة، ويلبس العمامة بغير قلنسوة، وكان إذا اعتمَّ أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث

وكان نزع العِمامة أو حسر لثامها يحمل مضامين مختلفة لسياقات المواقف التي تتم فيها، يغلب عليها الانصياع أو الغضب، ففي حضرة الخليفة أو السلطان دليل على الإذعان والانصياع التام لأوامر الدولة، ويبدو أن هذه العادة كانت قديمة منذ عصر النبوة والصحابة ، غطّى الإنسان رأسه اتقاء لعوامل الطبيعة القاسية منذ فجر التاريخ واتخذ غطاء الرأس عند الجنسين أشكالاً متنوعة وفق واقع البيئة، وتطور العادات والتقاليد. ولعل «العمامة» ـ أو «العِمّة» ـ من أشهر أغطية الرأس المعروفة جغرافياً، ترجع غالبية المراجع التاريخية الأصل المشرقي لما يُعرف اليوم في العالم، منذ اكتشف الإنسان القماش واستخدمه لملبسه لكن من حيث المنشأ

فقد ألّف الأئمة في العمامة رسائل كثيرة منها: «تحفة الأمة بأحكام العمة»، و«صوب الغمامة في إرسال طرف العمامة»، و«درر الغمامة في در الطليسان والعذبة والعمامة»، و«جزء في العمامة النبوية»، و«أزهار الكمامة في أخبار العمامة». في العالم الإسلامي اختلفت صفات العمامة وأسماؤها، فبينما أسماها العرب «عمامة» أو «عِمّة»، أطلق عليها الإيرانيون اسم «دستار»، وأبناء شبه القارة  الهندية اسم «سافا»، بجانب مسميات محلية لأشكال متعددة منها. بمرور الوقت وتطور الحياة السياسية والاجتماعية، ومع تتابع الدول والنخب الحاكمة، اكتسبت صفات معينة من العمائم دلالات خاصة.

وقد تحولت في بعض المجتمعات العربية والإسلامية إلى زي رأس محصور بشيوخ الدين أو العلماء، في حين اتجه العامة إلى اعتمار الكوفية والعقا ل(الغترة) والشماغ)، أو السدارة أو الطربوش التركي أو الطربوش المغربي. وعلى صعيد لون العمامة، شاعت في مختلف أنحاء العالم الإسلامي العمائم البيضاء

للعامة وشيوخ الدين، بينما أخذت العمائم السوداء والخضراء ترمز الىالمنتسبين إلى آل البيت، مع العلم أن العمائم السوداء شائعة في مناطق أخرى

العِمامة (الجمع: عمامات أو عمَائِم). وهي من لباس العرب، اشتهروا بها حتى قيل:

 «اختصَّت العرب بأربع: العمائم تيجانها، والدروع حيطانها، والسيوف سيجانها، والشِّعر ديوانها». وكان النبي محمد يرتدي أكثر من عمِامة. وما تزال العمامة منتشرة حتى الآن عند العرب في كل من شبه الجزيرة العربية والسودان ومصر والمغرب والشام وغيرها.

كانت ألوان عمائم العرب بحسب أحوالهم الاجتماعية وأذواقهم، وقد سُئِل بعضهم عن الثِّياب وألوانها فقال: «الأصفر أشكل، والأحمر أجمل، والخضرة أقبل والسَّواد أهول والبياض أفضل» وإن كان البياض هو الغالب، وروى سَمُرة بن جُنْدب عن النبي محمد أنه قال: «البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب وكفِّنوا فيها موتاكم

والعمامة لباس الأشراف السادة الكرام، والمعمم الرجل الذي سوّده قومه عليهم. والعمامة لباس السادة ولذلك ارتبطت كلمة السيد بالمعمم. ولا شك أن عمامة السادة الموسرين أكبر من غيرها ولا يستطيع لبسها صعلوك.

كانت العمامة من لباس الأشراف في الجاهلية، لبسها سادتهم وفرسانهم وخطباؤهم، وبخاصة حين يحضرون الأسواق كعكاظ والمجنة وذي المجاز، وكانت العمامة من سمات الخطيب، فكان الخطيب فيهم يلبس ملحفة ورداء وقميصاً وعمامة، ويحمل عصا بيده، وقد يستغني عن بعض هذه الملابس غير العصا والعمامة، ولمكانة العمامة في نفوسهم، فإن الشعراء يمدحون لابسها على أنه من ذوي الشرف والسماحة والنجدة. ولذلك فقد اتجهت عنايتهم بالاهتمام بالعمامة ونظافتها، وكيفية لوثها، وكان من اشد ما يشتم به الرجل الانتقاص من عمامته، يكني الفرزدق عن الدنس والانتقاص من مكانة القوم بأنهم "دُسم العمائم".
تعتبر العمامة أو الخرقة أبرز ما يميز الطرق الصوفية عن بعضها البعض، سواء في اللون أو طريقة لفها على الرأس، وهناك طقوس خاصة لتسليم عمامة شيخ الطريقة إلى مرديها وارتداؤها ليس مجرد شكل خارجي فقط، وإنما هي تعبير ظاهري عن معنى باطني يجعل ارتداءها شيئا مقدسا لدى المريدين، خاصة إذا عُرف أنها أهم الطقوس في عملية تولي مشيخة الطريقة، ولا تتم مراسم تنصيب الشيخ إلا بعد ارتداء العمامة التي يتلقاها عن شيخه السابق، ويمتد سندها، كما يروج الكثير من شيوخ الطرق الصوفية، إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم

العمامة زينة للرجل وجمال لمظهره وهيبته ووقاره، أثِر عن علي بن ابي طالب أنه قال:" جمال الرجل في عمّته وجمال المرأة في خفها وقيل إنه كناية عن السيادة

وللعمامة مكانة كبيرة عند العرب، فهي رمز الشرف والرِّفعة، فإذا أُهينت لحق الذلّ بصاحبها، وإذا هضم الرجل وأهين ألقى بعمامته على الأرض وطالب بإنصافه، ولهذه المكانة الرفيعة التي تحتلها العمامة في النفوس، اتخذوها لواء عند الحرب، فينزع سيد القوم عمامته ويعقدها لواء، كما في ذلك من معاني التبجيل والاحترام لأنها عمامة سيد القوم، ولكرامة العمامة لدى العرب اتخذوها شعاراً لهم ورمزا لعروبتهم.

فوائد العمامة

إن للعمامة فوائد كثيرة، وقد سئل أبو الأسود الدؤلي عن العمامة فقال: «هي جُنَّة (وقاية) في الحرب، ومكَنَّة (حافظة) من الحرّ ومِدْفأة من القُرّ (البرد) ووقار في النَّديِّ (المجلس) وواقية من الأحداث، وزيادة في القامة، وعادة من عادات العرب». وقد قيل لأحد الأعراب إنك تكثر من لبس العمامة فقال: «إن شيئًا فيه السمع والبصر لجدير أن يُوَقَّى من الحرّ والقُرّ». وهي تضيف مظهرًا جميلًا لمن يرتديها، وقال علي: «جمال الرجل في عِمَّته وجمال المرأة في خُفِّها». وهي أيضًا تقي الرأس من الغبار المتطاير في الهواؤ، وذؤابتها تحمي العينين والأذنين والأنف من الغبار والروائح الكريهة. وهذه الذؤابة كان يُتلثم بها

 أسماء العمامة:   

للعمامة اسماء كثيرة ذكرها الشعر الجاهلي مستمدّة من شكلها وهيئتها فمن أسمائها:

السب:

السب في الأصل شقة كتان رقيقة، والسب الستر، والخمار والعمامة، والثوب الرقيق، وكانوا يصبغون عمائمهم بصفرة ويعصرونها بالعصفر.

العصابة:

العصابة والعمامة سواء، وإذا قالوا سيد معمم يريدون أن كل جناية يجنيها الجاني من تلك العشيرة فهي معصوبة برأسه.

المِكْوَر:

ومن أسماء العمامة المِكْوَر والمِكْوَرَة والكوّارة، والتسمية مستمدّة من طريقة لف العمامة وفي تكوير العمامة دلالة على النعمة والرخاء، ولم يكن في وسع الفقير شراء قماش يعمم به رأسه على سُنّة الأغنياء.

الخمار

تطلق كلمة الخمار على العمامة مجازاً وجاء اسم الخمار من التغطية، فكل مغطى مخمر، وسميت الشاة السوداء ورأسها أبيض مخمرة على التشبيه بلبس الخمار، وكان الخمار ابيض.

المِعْجَر:

أصل المعجر والمعجار: ثوب تلفه المرأة على استدارة رأسها، ثم تجلبب فوقه بجلبابها، والجمع معاجر، ومنه أخذ الاعتجار وهو ليّ الثوب على الرأس من غير إدارة تحت الحنك، والاعتجار: لف العمامة دون التلحّي، والاعتجار: لبسة كالالتحاف.

المِقْعَطَة

المقعطة: العمامة، والتفعيط شدّ العمامة، وقعط عمامته يقعطها قعطاً، واقتعطها: أدارها على رأسه ولم يتلحَ بها وقال الزمخشري: المقعطة والمقعط ما تعصب به راسك، والمقعطة العمامة منه وجاء فلان مقتعطاً إذا جاء متعمماً طابقياً، وقد نُهي عنها.

الْمِشْوَذ:

ومن أسماء العمامة (المشوذ)، قال ابن الأعرابي: يقال للعمامة المشوذ والعمامة، ويقال: فلان حسن الشيذة  أي حسن العمّة.

المِدْماجَة:

وسُميت العمامة مدماجة لانطوائها والتفافها، جمعها مداميج، والمدمج المحكم.

العَمار والعميرة:

وقد تُسمى العمامة عماراً والعمار: كل شيء على الرأس من عمامة أو قلنسوة أو غير ذلك، ومنه قيل للمعتمّ مُعتمِر.

كيفية لبس العمامة:

وردتنا من العصور الجاهلية والإسلامية أسماء تدل على كيفية لبس العمامة منها: السدل والإرخاء والاعتجار والاحتناك والتلثم... وغير ذلك.

قيل: "كانت عمائم العرب محنكة" أي طرف منها تحت الحنك، وما يكون منها تحت الحنك يسمى "الحنكة". أما ما أرسل منها على الظهر فهو "الذؤابة". ويسمى أعلى العمامة "القفدة". وإذا كانت العمامة ضخمة فهي " العجراء". وفي العمامة "الكور" وهي الطرائق التي يعصب بها الرأس. وقد جرت العادة أن ترخى العذبة، ويزيدون في ذلك دلالة على الوجاهة والغنى. وأهم طرائف الاعتمام المعروف هي:

الاعتجار:

كانوا يلبسون العمائم إما "احتناكا" أو "اعتجاراً" الاعتجار   لف العمامة دون التلحي، وقد تلحّى الرجل إذا جعلها تحت ذقنه، واقتطعها إذا لم يتلحّ بها بل لواها على رأسه ولم يسدلها.

العجرة نوع من العمة والاعتجار بالعمامة: أن يلفها على رأسه ويردّ طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه، والاعتجار لبسة كالالتحاف.

إرخاء العمامة:

الإرخاء في الأصل: التوسيع والرفاه وعدم التضييق، وكانوا يكنون عن الرخاء والرفاه بإرخاء العمامة. لأن الرجل إنما يرخي عمامته إذا أيسر وطابت نفسه. والمراد بإرخاء العمامة أن يرسل طرفها، أي لا يعقد ولا يعقف طرفها.وقد جرت العادة أن ترخى العمامة من جانب واحد  وقد ترخى من جانبين أيضاً من أمام ومن خلف

السدل:

المراد بسدل العمامة إرسال العذبة إلى الأمام أو الخلف، وأصل السدل الإرخاء والإرسال. أما بالنسبة للعمامة، فالسدل هو سدل العذَبَة، وهي طرف العمامة، والأصل فيها أن ترسل على الكتفين، أما السدل المنهي عنه في العمامة فهو إطالة العذبة ومجاوزتها الحد المألوف.

العذبة والذؤابة:

العذبة أو الذؤابة طرف العمامة المسدل من الخلف أو من الأمام. وعذبة كل شيء طرفه. اعتبر السدل في العمامة هو سدل العذبة وهو طرف العمامة، والأصل فيها أن ترسل بين الكتفين، واعتُبر إطالة العذبة من دلائل الخيلاء، وهو المنهي عنه.

 القفداء

القفداء لبسة، وهي أن يعقد العمامة في القفا من غير أن يرسل لها عذبة.

الاقتِعاط

أصل الاقعاط: الشدة والتضييق، وقعط عمامته يقعطها قعطاً واقتعطها أي أدارها على رأسه ولم يتلحّ بها، وقد نهي عنه.

التخمُّر والتلثم:

يقال تخمرت المرأة بالخمار واختمرت لبسته، وخمرت به رأسها غطته وسميت العمامة خماراً لأن الرجل يغطي بها رأسه، كما أن المرأة تغطيه بخمارها.

والتخمر بالعمامة إدارتها تحت الحنك، ثم تغطية الفم أو الوجه بجزء منها. فتكون لثاما أو قناعا وقد بقي التلثم بالعمامة لدى العرب وبخاصة سكان البادية، ولا شك أن لهذا صلة بحياتهم وبيئتهم، فهم يتعرضون لوهج الشمس وريح السموم والغبار وشدة البرد في الشتاء. فهم يتقون كل ذلك بالتلثم.

التحنك والتلحّي:

التحنك أو التلحي: وهو أن تدير العمامة من تحت الحنك. ويقال: تلحى الرجل إذا جعلها تحت ذقنه. واقتعطها إذا لم يتلحّ بها بل لواها على رأسه ثم يسدلها.

تسميات أخرى: وهناك ألفاظ –غير ما مر-    تدل  على التعمم وهيئته، ذكرتها كتب اللغة، من ذلك: الزوقلة  يقال زوقل عمامته إذا أرخى طرفيها من ناحيتي رأسه.

الكوفية

الغترة البيضاء

أما بالنسبة للغترة، فيعود أصلها إلى الغتراء، ويعني ما كثر من الأكسية، جمع كِساء، وهي أحد ألبسة الرأس، وعرفت عند أهل الإمارات قديماً باسم “دسمال” أو “سُفرة”، وتلبس بوضعها منفردة فوقه أو يوضع فوقها العِقال لتثبيتها، ويرتدي سكان الإمارات الغُتر البيضاء الدقيقة مع سكان دول الخليج العربي ، وهي مع العِقال والدشداشة الزي الرسمي للرجال فيها، وهناك الغترة البيضاء المُجَوتَة نسبة إلى مادة “الجِويت”، أو كما تعرف محلياً بالجِويتي، أو بالنيل وهي الصبغة التي يميل لونها إلى الأزرق الفاتح السماوي التي تُضفي لوناً إضافيا وتمنح الدشداشة ذات اللون، وهناك الغترة المخورّة أحد أنواع الغُتر المعروفة في الإمارات المزخرفة أو المطرزة.

الكوفية أيضاً تعرف بالغترة الشماغ، حطّة    مشدة  غترة هي لباس للرأس يتكون من قطعة قماشية تصنع بالعادة من القطن أو كتان ومزخرفة بالوان عديدة أشهرها اللون الأحمر والأبيض والأسود والأبيض، مربعة الشكل ويتم ثنيها على الغالب بشكل مثلث وتوضع على الرأس.

تاريخ الشماغ

يعتقد بإن كلمة (شماغ) بحد ذاتها تعود إلى كلمة تركية: yasmakالتي تعني (الشيء المربوط). إلا أنه وبالتأكيد كانوا العرب قد لبسوها قبل احتكاكهم بالأتراك. يعتقد باحثون في الملابس التقليدية للشعوب بإن النمط المستخدم في توزيع الألوان (الاحمر والأبيض) أو غيرهما يعود إلى حضارات ما بين النهرين القديمة ويعتقد أنها هذه الانماط اللونية قد استخدمت محاكاة لشبكات صيد السمك أو إلى سنبلة القمح والحنطة.

تسمية الشماغ في الدول العربية

يدعى الشماغ العربي في عدة دول في شمال جزيرة العربية -  اي المشرق العربي، بالكوفية أو الحطّة (وخاصة في بلاد الشام)، بينما يدعى باسم شماغ في منطقة الجزيرة العربية والاردن والعراق.

الشماغ عادة يتكون من قماش أبيض من القطن الرفيع وعليه نقوش مستطيلة أو مربعة الشكل بلون احمر (وهو المعتاد في السعودية ودول الخليج العربي وبادية الأردن والعراق وسوريا)، اما النقشة باللون الاسود فهو الدارج في فلسطين والعراق. اما الغترة فهي بيضاء اللون بدون نقوش عليها. وتكون عادة أخف كثيرا من الشماغ


الكوفية والعقال
لا شبهة في أن العقال كان معروفا في فلسطين قبل المسيح بنحو 900 عام. ويضيف الكرملي قائلا: "فهذا نص صريح، ذكر فيه لأول مرة في التاريخ استعمال "الحبال" أو العقل مشدودة على الرؤوس. وكان ذلك في عهد بنهد، الذي ملك على الأراميين من عام 917 إلى عام 885 قبل المسيح. ولا جرم أن المراد بالحبال هنا، ما سماها العرب بعد ذلك بالعقل، جمع عقال، أو بأسماء أخر. ومعلوم أيضا، أن الأراميين أو الآراميين كانوا في أيام بنهد، قوما رحلا كأهل بادية العرب، فكانت عاداتهم، وأخلاقهم، وآدابهم، كعادات الأعراب، وأخلاقهم، وآدابهم. وكذا قل على أكلهم، وشربهم، ولبسهم، وحلهم، وترحالهم، وإقامتهم، فهذا كله كان متشابها بين القومين، لأن الطبيعة كانت تدفعهم إلى اتخاذ تلك الأمور جميعها، بصورة واحدة
الرسومات والنقوش القديمة
ومما استشهد به الكرملي على وجود العقال قبل الإسلام بقرون وجود رسومات ونقوش قديمة فيها رجال يلبسون العقال، إذ يقول: "وقد ظهر في الآثار التي وجدت في ديارنا العراقية تصاوير وتماثيل منها بالعقال وحده ومنها بالصماد أو الكوفية وحدها، ومنها بالكوفية المثبتة على الرأس بالعقال. وعلى من يشك في صحة كلامنا، أن يزور دار هذه التحف أو ما يشابهها في دور التحف الغربية كباريس، ولندن وبرلين وغيرها، أو أن يراجع بعض الكتب المصورة التاريخية الجامعة لمثل هذه النفائس الأثرية التي تبحث عن العراق، أو الشام، أو فلسطين، ففيها ما يغني عما يود أن يشاهده في البلاد نفسها، إذ يرى بعيني رأسه تماثيل من عهد حمورابي، أي منذ زهاء   خمسة آلاف سنة وعلى رؤوسها العقل والكوفيات أو العصائب والصمد، أو أحد الاثنين دون الآخر". ثم بعث الكرملي رسالة إلى أمير البيان شكيب أرسلان يسأله عما يعرف من أمر الكوفية والعقال ويعقب الكرملي مؤيدا كلامه، ويشير إلى مجموعة من الرسومات والنقوش التي تظهر رجالا لابسين عصابة أو عقالا

الكوفية بعد الإسلام
يقول الكرملي: أما بعد الإسلام فلا جرم أن الكوفية كانت موجودة بغير هذا الاسم، وكذلك العقال فإن هذا الاسم محدث وقد أخذ من المشابهة التي ترى بينه وبين عقال البعير. وأقدم نص عثرنا عليه يذكر الكوفية هو ما جاء في كتاب «رسوم دار الخلافة» لأبي الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ "المتوفى عام 448 هـ في صفحة 131 من النسخة الخطية الأصلية" وهذا هو نصها: “لما خلع الطائع، ـــ رحمة الله عليه ـــ، على عضد الدولة ولقبه تاج الملة، حمل إليه في اليوم الثالث قلنسوة وشي مذهب، مجالسية، وفرجية وشي، وكوفية مثقلة"، وذلك في نحو عام 355 هـ 965  إذن قد مضى على هذه التسمية نحو من ألف سنة ومن البديهي أن الكلمة لم توضع في تلك السنة، بل لا بد من أنه مضى عليها ما يقارب 50 عاما حتى تشيع بين الناس وربما أكثر من ذلك. ثم يورد الكرملي نصا آخر عن الكوفية ورد في كتاب "عيون الأنباء"، ويعلق قائلا: ومعلوم أن الكوفية تحتاج إلى عقال أو نحوه لتثبت على الرأس، ولذلك كان لا بد من العقال كلما ذكرت الكوفية وإن لم يذكر بواضح العبارة. ثم يذكر أن اسم الكوفية قبل الإسلام هي الصماد، وأن اسم العقال هو العصابة، وأن لهما مرادفات، ويورد نصوصا عديدة في ذلك.
عقال العربيات يسمى النوفلية
يذكر الكرملي أن العربيات يلبسن عقالا يسمى النوفلية، ويقول: جاء في تاج العروس: "النوفلية: شيء من صوف يكون في غلظ أقل من الساعد، ثم يحشى ويعطف ثم تختمر عليه نساء العرب. نقله الأزهري". فيؤخذ من هذا الشرح أن النوفلية شيء يشبه عقال الرجال إلا أنه متين ومحشو صوفا لكيلا يثقل على الرأس. وقد كنت كتبت في عام 1938 رسالة من القاهرة إلى الجليل عبد الله مخلص في القدس ليسأل الشيخ كاظم الدجيلي قنصل العراق هناك وهو من الواقفين أتم الوقوف على آداب وأخلاق الأعراب وأهل البادية عما يعرف عن العقال الذي تتخذه بدويات العراق، فأجابني المخلص بما يأتي:  وقد زرته وحدثته بما أردت وسألته عن العقال الذي تلبسه نساء البدو في العراق، فذكر لي ما أدونه لكم باختصار:

"نساء شمر، وعنزة، والضفير، وربما بعض نساء زوبع يشددن على رؤوسهن العقال، وطوله نحو ثلاثة أمتار، حيث يلف على الرأس ثلاث أو أربع لفات، وفي طرفيه عث كولان يتدليان من الخلف، وفي وسط الرأس عقدة، أو ما يسمونه ضبة".

 وهو كما ترى من نوع العقال الذي يستعمله الرجال، إلا أن لفات أو طيات العقال الذي تستعمله نساء العراق أكثر. وعلى ذكر العقال، أقول لكم إن العرب في فلسطين مسلمهم ونصرانتهم قد لبسوا العقال، ونبذوا الطربوش، وتراني الآن أضع على رأسي كوفية بيضاء، وعقالا أسود من المرعزي كأعرابي من البادية».
وحضر الشيخ كاظم الدجيلي في بغداد وكنت أيضا أنا فيها في نحو أواخر أيلول (سبتمبر) من عام 1938 فقال لي بحضور جميع الأدباء الذين كانوا مجتمعين في مجلسنا يومئذ، ما هذا روايته: «العربيات اللواتي يتخذن ضربا من العقال، أي النوفلية، هن عربيات الصائح، وعنزة، وشمر، والضفير، وقد قل الآن استعمالهن له، وبقي محصورا في نساء الشيوخ، والوجيهات من سائر الأعرابيات».

 وكنت سألت مثل هذا السؤال الدكتور مصطفى جواد وهو في باريس، فكان جوابه ما أرويه بحروفه: «إن الذي رأيتموه على رؤوس البدويات نوعان: نوع من جنس العقال الذي يتخذه الرجال، ونوع يسمى جعجعة أي كعكة، تتخذه النساء الربيعات، أي المعيديات، تهوينا لثقل ما يحملن على رؤوسهن من قصاع اللبن والرائب. وكلاهما مألوف معروف. فأما العقال فعند أكثر البدويات الرواحل. وأما الكعكة فهي شيء اضطرت الحاجة إليه، فلا يدخل في أبواب العقال. فالعقال هو الرفيع. والجعجعة ثخينة ثم يعقب الكرملي: فيؤخذ من هذا كله أن العقال، أو ضربا منه، معروف إلى اليوم عند البدويات، على حد ما كان معروفا في سابق العهد، إلا أنه آخذ بالزوال شيئا بعد شيء وفي جميع بلاد الشرق الأدنى التي فيها بادية.

 وقد ذكر بركا ردت   "يقصد المستشرق السويسري بورك هارت" أن نساء أعراب الرولة يتعممن بعمائم من حرير أسود، طول الواحدة ذراعان مربعتان ويسمونها "شال خاص" وتعمل في دمشق، وكثيرا ما تزين بخيوط من ذهب أو فضة». ثم يتحدث في نهاية بحثه عن اختلاف أسماء الكوفية باختلاف البلاد والأزمان، وعن اختلاف أسماء العقال باختلاف البلدان العربية. ويقول في ذلك: وأهل نجد يسمون اليوم الكوفية الحمراء "محرمة" وحركة الميم والراء بين الفتح والكسر. وإذا كانت بيضاء فيسمونها "غترة" بضم الغين، أو بحركة بين الكسر والفتح، وتكون من القطن. والعراقيون من أهل البادية يسمون الكوفية "الحلالية" بتحريك الحاء واللام وكسر اللام الثانية وتشديد الياء. وهذا إذا كانت من قطن. أما إذا كانت من قز فيسمونها "قزية" ويلفظونها "جزية" بفتح الأول وتشديد الثاني المكسور تليها ياء مشددة مفتوحة. والقز ضرب من الإبرسيم أو الحرير، إلا أنه دون الحرير حسنا.
ومن أسماء الكوفية عند أهل نجد "الدسمال" أو "الدسمالة" بدال مفتوحة وبعضهم يكسرها. وهم يخصون بذلك الكوفية الحمراء الخالية من كل نقشٍ بارز وهي غير الشماغ أو الشماغ وغير الشال وغير الغترة وربما كان الدسمال مخططا أحمر وأصفر، ويجمعونها على دساميل.

الطربوش

ضرب من لباس الرأس حل محل العمامة أولاً، ثم لفت عليه العمامة البيضاء ولونه الغالب الأحمر والخمري مبطّن بالقش وله ذُؤابة أي شرّابة من خيوط حريرية سوداء. يتراوح لونه ما بين الأحمر الفاقع والخمري الداكن. كان يُلبس في تركية ومِصر والشام إلى عهد قريب وفي شمالي أفريقية. ومما يلفت النظر إلى تاريخ هذا الزي أن بعض الزعماء كانوا يفاخرون باعتماد الطربوش، وقد تضم خزائن بعض العائلات الكبيرة العدد الكبير منها. وعاش الطربوش فترة ازدهار وأصبح شعاراً قومياً بُعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى بل احتل مركز الصدارة بين أغطية الرأس وأصبح لبسه ردة فعل على بعض وسموه: الجهادي لأنه كان يلبسه المجاهدون.

وأصل الكلمة:


كلمة   «الطربوش »  من الفارسية « سَرْ » بمعنى : الرأس ، و « پوش » جذر  «پوشيدن » بمعنى اللبس .ومؤدى « سرپوش » : لباس الرأس. وقد يختصرون فيسمون الطربوش (پوش) وجمعوها على: الطرابيش.

وبنوا منه: فلان مطربَش، يريدون – على التهكم -: يلبس الطربوش. وبنوا من طربش: تْطربَش للمطاوعة. ولم تطلق السربوش أول أمرها على الطربوش، إنما استعيرت من ضرب من لباس للرأس آخر يشبه التاج المثلث الشكل كان يلبسه الأمراء والوزراء دون عمامة. وجمعوا السربوش هذا على: السرابيش. وقبل أن تنتقل الكلمة من   « سرپوش»  إلى« طربوش » اجتازت مرحلة ثانية: تلك بأن حُرّفت «سرپوش » إلى .« شرپوش » إذن فالطربوش من شرپوش عن سرپوش، « فشرپوش » أبوها و« سرپوش » جدها. فكلمة “طربوش” إذن محرفة عن الفارسية (سرپوش) وتعني:

 زينة رأس الأمير، ثم حُرّفت إلى (شربوش) فأصبح شبه عمامة تلتف حول الطاقية حمراء من الجوخ سطحها يتراوح بين (10-14) سم وتعلق في وسطها شرابة غليظة زرقاء أو سوداء تتدلى حتى العنق فالمصطلح عثماني والأصل فارسي. ذلك أن الفرس لا يلبسونه، وقد جاء إلى الأتراك عن طريق الغرب (حسب بعض الآراء).

فالكلمة شربوش قديمة الاستعمال.

ولعل هذه الكلمة حين استعملت لم تصل إلى العرب إلا في مطلع القرن 16 ولكن تكن إلا تحريفا لكلمة سرپوش الفارسية   ، وهي في العربية شربوش قال المستشرق دوزي: أن هذه الكلمات تشير إلى نوع عمرة للرأس مختلف فمن الممكن كما يعتقد دوزي، إن هذه الكلمة قد طبقت على أنواع من عمارات الرأس.

عرّب أول الأمر باسم (الشربوش) ثم استبدلت كلمة الشربوش بالطربوش ربما لعلاقتها بالطرّة أو
لعلاقتها باللفظة الفرنسية TIAIRE التي تعني زينة رأس الملوك والباباوات.

ومما يدل على قدم ذكر كلمة شربوش إنه جاء في ترجمة الوزير العبّاسي القُمِّي: محمد بن محمد المتوفى س ٦٣٠هـ /1232م إنه سكن بغداد وولي كتابة الإنشاء ولم يغيّر هيئة القميص والشربوش: على عادة الإيرانيين في ذلك الحين. 

والطربوش كما معروف هو غطاءٌ للرأس طويل أحمر بلا حواف وله شُرابة ملوّنة من الحرير أو الصّوف، وقد تلف عليه العمامة. لباس للرأس ذو شكل أسطواني منتظم

الفيصلية أو السيدارة

السيدارة أو السدارة أو الفيصلية أو كما يلفظان معاً السدارة الفيصلية، هي القلنسوة بلا أصْدَاغ وهي لباس للرأس عرفه الحضريون من أهل العراق. وتميز به البغداديون على وجه الخصوص

تتميز السيدارة بشكلها النصف المقوس، والمدبب تقريباً من الوسط، وتكون مطوية إلى طيتين للداخل ويغلب عليها اللون الاسود وهو اللون الرسمي، إلى جانب الألوان العديدة

وردت كلمة (السيدارة) في قاموس المحيط الفيروز بادي بمعنى الوقاية تحت المنفعة والعصابة معربة من شارة ومعناها المظلة والشمسية، والظاهر ان أصل الكلمة ارامي فهي معربة من الألفاظ الفارسية المعربة حيث كانت عند ملوك الفرس القدماء تعني غطاء الرأس، ورددت بنفس المعنى في معجم المنجد للغة الآباء الكاثوليك

الملك فيصل الثاني ملك العراق

وفي 23 أغسطس 1921، تولى فيصل الاول نجل الشريف حسين شريف مكة، عرش العراق كأول ملك للملكة العراقية الحديثة، وكان يحلم ببناء دولة عصرية في العراق، وادخال عدد من التقاليد والنظم السياسية والاجتماعية الحديثة للعراق الخارج تواً من الحكم العثماني الذي استمر ما يقارب الاربع قرون، ومن جملة هذه التغيرات اراد هذا الملك الطموح ايجاد لباس وطني للراس بدلاً من الطربوش أو الفينة ليكون كزي رسمي لموظفي للدولة العراقية، أو الأفندية كما كانوا يعرفون، فأوجدت السدارة، ووزعت أول مرة للوزراء من قبل رستم حيدر أحد مستشاري الملك في حينها، وكان أول من ارتدى السدارة هو الملك فيصل الأول لتشجيع الناس على ارتدائها، ومنها سميت باسمه (فيصلية)، مع العلم ان الملك فيصل الأول جاء للعراق من الحجاز بزيه الحجازي

. للسيدارة عدة أنواع، ففي بداية ظهورها كانت تصنع من (الصوف المضغوط) وتسمى بسدارة الجبن  وعرفت بحجمها الكبير، وتميزت بارتدائها الشخصيات المهمة في المجتمع من امثال ياسين الهاشمي رئيس الوزراء في العهد الملكي، والشاعر البغدادي الشعبي الملا عبود الكرخي والشاعر جميل صدقي الزهاوي، وكان لها معمل في بغداد اسس بأمر من ياسين الهاشمي..

الطاقية

تسمية متأخرة قد وردت في القرن السادس الهجري عند الرحالة الأندلسي أبي حامد الغرناطي، ووردت في القرن الثامن: عند ابن بطوطة، وهي كلمة عامية مولدة، وهي غطاء الرأس من الصوف أو القطن ونحوها. والطاقية التي توضع تحت العمامة، وهي شقة البز، وهي مرادفة لكلمة طربوش، وهناك أدلة تؤكد أن بعض المسلمين كانوا يلبسون غالبا طاقيتين أو كلوتتين: طاقية وطربوش، فيقول ابن بطوطة: فإذا استقر بهم المجلس نزع كل واحد قلنسوته ووضعها بين يديه، وتبقى على رأسه قلنسوة أخرى من الزر دخاني، وقد كان الرومانيون في مدينة لاذق يميزون بالقلانس الطوال، منها الحمر والبيض. وكانت قلنسوة الأتراك طويلة محددة الرأس

القلنسوة

هي الغطاء الذي يضعه الرجال الكبار في السن في أنحاء مُختلفة من العالم الإسلامي، خصوصاً في تركيا والشام. وهي أيضًا غطاء رأس رجال اليهود المتدينين وفي صلاتهم. وهي كلمة يونانية تسمى كلولبيون أو كوكلس وهي تشبه غطاء رأس زعبوط الأطفال. تستعمل للحماية من البرد أو المطر أو الثلج الخفيف. وتخاط في البرنوس أو القمصان أو عباءة.

الخُوذَةُ: غطاء معدنيّ للرَّأس، يضعه الجندي ونحوه على رأسه وقايةً له لبس الجنود خوذاتهم اتقاءً للضربات،

الخوذة نوع من القبعات ذات النوع الخاص يوضع لحماية الرأس عند تعرضها للخطر مثلاً أثناء سياقة دراجة نارية أو عند التواجد في منطقة أعمال أو مصنع يُعرض فيه الرأس لصدمات من قطع ثقيلة. وتستخدمه بعض الجيوش للحماية من الشظايا

الطَّيْلَسَانُ‏

‏ تَعْرِيبُ تلاشان وَجَمْعُهُ طَيَالِسَةٌ وَهُوَ مِنْ لِبَاسِ الْعَجَمِ مُدَوَّرٌ أَسْوَدُ ‏(‏وَمِنْهُ‏‏ قَوْلُهُمْ فِي الشَّتْمِ يَا ابْنَ الطَّيْلَسَانِ يُرَادُ أَنَّك أَعْجَمِيٌّ ‏(‏وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ‏‏ فِي قَلْبِ الرِّدَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ أَنْ يُجْعَلَ أَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ فَإِنْ كَانَ طَيْلَسَانًا لَا أَسْفَلَ لَهُ أَوْ خَمِيصَةً أَيْ كِسَاءً يَثْقُلُ قَلْبُهَا حَوَّلَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الطَّيَالِسَةُ لَحْمَتُهَا وَسَدَاهَا صُوفٌ وَالطَّيْلَسُ لُغَةٌ فِيهِ قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذٍ فَرَفَعْتُ رَأْسِي لِلْخَيَالِ فَمَا أَرَى غَيْرَ الْمَطِيِّ وَظُلْمَةً كَالطَّيْلَسِ‏.‏

فالطيالسة جمع طيلسان، ولم نقف على دليل يفيد النهي عن لبسها، لكن كرهه بعض العلماء، يقول الإمام ابن القيم في زاد المعاد: وأما الطيلسان فلم ينقل عنه أنه لبسه، ولا أحد من أصحابه، بل قد ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال، فقال: «يخرج معه سبعون ألفًا من يهود أصبهان، عليهم الطيالسة». ورأى أنس جماعة عليهم الطيالسة، فقال: ما أشبههم بيهود خيبر. ومن ها هنا كره لبسها جماعة من السلف والخلف؛ لما روى أبو داود، والحاكم في المستدرك، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من تشبه بقوم، فهو منهم». وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تشبه بقوم غيرنا.

.