• 27 آب 2023
  • إقتصاد وحياة
 

بقلم : سعاده مصطفى ارشيد*

 

منذ انهيار النظام الدولي المعروف باسم القطبية الثنائية في مطلع تسعينات القرن الماضي

أصبحت الولايات المتحدة قطبا أوحد يقود النظام العالمي الجديد على نحو أثار النزاعات وحطم المجتمعات والدول كما حصل في العراق وأفغانستان ويحاول أن يفعل الأمر ذاته في سوريا وبلاد اخرى من العالم حلم انشاء قطب مقابل القطب الأمريكي او العمل على النظام دولي متعدد الأقطاب كان حلما راود كثير من دول العالم الصاعد والناجح وكانت المحاولة الابرز والاكثر جديدة هي مجموعة دول البريكس التي انطلقت كمجموعة اقتصادية رافضة سيادة الدولار وسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونظام سويف ت وامتداد هذه السيطرة لإفقار الدول التي وصلت الحال ببعضها بأن كامل ناتجها القومي لا يكفي لسداد وخدمة الديون وفوائدها الربوية

وبما ان الاقتصاد والسياسه مرتبطان ببعضهما البعض او انهما وجهان لعملة واحدة فقد اصبحت مجموعة البريكس ومنظمة سياسية ايضا وان من خلال منظور اقتصادي واستطاعت تشكيل نموذج ناجح جعل دولا كثيرة تعمل بالانضمام للمجموعة بعضها يعلن ويمارس قناعات وسياسات تتحدى واشنطن ماليا وسياسيا كما هي حال إيران وبعضها يريد ان يرضى جزءا من رهانه مع مجموعة البريكس مستبقيا على جزء آخر تحت العباءة الأمريكية

من المجازفة القول بأن البريكس قد هزمت السياسه الغربيه والامريكيه ولكنها ولابد تحقق تقدما وتكسب نقاطا تتراكم وتحتاج الى وقت طويل لكي تظهر نتائجها وكان من انجازاتها ان استطاعت ممارسة التجارة الخارجية بين دولها كما مع دول اخرى لا زالت خارج المجموعة دون استعمال الدولار كوحدة نقدية دولية وإنما بعملاتها المحلية مثل اليوان والروبل وغيره ومن خلال تبادل السلع بالسلع وهو ما حصل في المبادلات التجارية بين ايران من جانب والصين وروسيا من جانب اخر وبين تركيا وروسيا وكان الأمر اللافت جدا هو دخول السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان على ذلك الخط بإعلانه على انه يسعى لتنويع علاقات بلاده مع الشرق الصيني والشمال الشرق الروسي ثم في رفضه الانصياع للطلب الأمريكي بزيادة إنتاج النفط بهدف تخفيض سعره مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية

في قمة جوهانسبرج قال الرئيس البرازيلي داسيلفا بضرورة دعم القارة الافريقية التي تستطيع تأمين 60% من حاجات العالم الغذائية في حين رأى رئيس جنوب افريقيا ان القارة السوداء هي الأغنى بمصادر الثروة وان كانت الأفقر في حياتها وحياة مواطنيها وهو ما يمكن ملاحظته في أزمة النيجر لكن أهم ما قيل وما جاء في كلمة الرئيس الصيني التي قرأها نيابة عنه وزير التجارة الصيني إن فكرة الاستعمار والاستغلال والتحكم في سياسات ومصائر الآخرين ليست موجودة في جينات سياسة الصينية وهو الأمر الذي يمكن تصديقه فمن يلاحظ السياسه الصينية يعرف انها تعرف حجمها ومحددات أمنها القومي وهي تغزو العالم بأسلوب حريري وتصل صناعاتها الى قلب الولايات المتحدة وان كانت تدرك ان سوقها البديل هو في اسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا والذي يمثل ثلاثة أرباع البشرية

الخطر على بريكس يكمن في توسيع العضوية لتشمل من لا يريد ان يغادر المربع الأمريكي ومما يجعلها منظمة لا قيمة لها كمنظمة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي على البريكس ان تكون دقيقة في اختيار أعضائها الجدد

سياسي فلسطيني مقيم في الكفير جنين فلسطين المحتلة*