• 21 تموز 2024
  • إقتصاد وحياة

في إطار التعاون بين شبكة "اخبار البلد" المقدسية والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية  من أجل صقل المهارات والقدرات المهنية للطلبة في المجالات المختلفة بما في ذلك الصحافة فإن، الشبكة سنقوم خلال الفترة القادمة بنشر سلسلة التقارير والمقالات لمجموعة مميزة من الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين ، هذه المقالات والتقارير ذات طابع علمي واجتماعي واقتصادي. 

 وفي هذا المقام نخص بالشكر على هذه المبادرة في التعاون الصديق العزيز الدكتور "نزار الحرباوي"  وهو الإعلامي الناجح الذي عرفناه في مجالات الإعلام المختلفة المحلية والدولية وفي المجال الأكاديمي أيضا

 

بقلم : م. ريم أحمد نصار

 

إنّ تحدي الواقع لا يتقنه إلا العظماء، والسيطرة على الفوضى فن لا يتقنه إلا من يؤمن بمجتمعه و يتجذر فيه. ولا يمكن لحالة تغيير أن تنطلق في أي مجتمع إلا برؤية واضحة شاملة تسبق الجهود والمخططات. وعندما يكون الحديث عن الاقتصاد الأخضر، فنحن نتحدث عن الواقع والمستقبل في آن واحد، فالاقتصاد الأخضر أهم عناصر استقرار الدول واستمراريتها، وهو عنوان إيمان هذه الدول بأنّ لها مستقبلاً.

يعني الاقتصاد الأخضر تعزيز الموارد الموجودة في البيئة وتنميتها مع الحفاظ على بيئة خضراء، ودون الاعتداء على الموارد الحيوية الموجودة في هذه البيئة أو استنزافها بشكل غير عقلاني، بما يؤثر على مستقبل الأجيال القادمة.

يتبادر إلى ذهن الجميع اليوم سؤالٌ هام: لماذا يُعدّ هذا المفهوم بالغ الأهمية في عصرنا الحالي وللمستقبل؟

وللإجابة على هذا السؤال فإن أهمية الاقتصاد الأخضر تكمن  في حلّ مشكلة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى ندرة الموارد، ناهيك عن المشاكل التي تتعلق بالتلوث وغيرها من الإشكاليات التي تعصف بالمجتمع وتفتك به.

ولا يمكن التغاضي عن أنّ الاقتصاد الأخضر يوفر فرص عمل جديدة، ويسهم في تحسين الصحة العامة، ويقدم حلولًا نوعية في تأمين الأمن الغذائي، ويخدم ملف التنوع البيولوجي.

إنّ التغني بالشعارات الفضفاضة في هذا الزمان المليء بالعقبات هو ضرب من الجنون بلا شك، فالظروف الإستثنائية تتطلب ترتيبات ومخططات استثنائية لتتمكن من تجاوزها. وهي في نفس الوقت رسالة نضج معرفي في استيعاب الطاقات الشبابية وطلبة الجامعات والباحثين والأكاديميين من جهة، ورأس المال من جهة أخرى. وهذا يقيم معادلة جديدة قوامها الهندسي يتمثل في ثلاثية واضحة: همّة شبابية ناضجة، قدرات مادية متاحة، رؤية تخطيطية تجميعية تتميز بالمتانة والتماسك والعناد.

لا يُعدّ الاقتصاد الأخضر خيارًا فحسب، بل ضرورةً لضمان مستقبلٍ مستدامٍ للأجيال القادمة. من خلال العمل الجماعي والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، يمكننا بناء اقتصادٍ أخضرٍ يُلبي احتياجاتنا الحالية مع ضمان حماية كوكبنا للأجيال القادمة.

فلنجعل من الاقتصاد الأخضر واقعًا ملموسًا، من خلال تكامل الجهود بين القطاعات الأكاديمية والتخطيطية والاقتصادية، وحواضن الأعمال، وملتقيات سيدات، ورجال الأعمال وأصحاب العقول الريادية. فالتحديات كثيرة ولا يمكن تجاوزها إلا من خلال جهدٍ جماعي يتسم بالشمولية والإرادة، والإيمان بأثر الاقتصاد الأخضر على مستوى الفرد والمجتمع.