- 13 آب 2024
- إقتصاد وحياة
في إطار التعاون بين شبكة "اخبار البلد" المقدسية والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية من أجل صقل المهارات والقدرات المهنية للطلبة في المجالات المختلفة بما في ذلك الصحافة فإن، الشبكة سنقوم خلال الفترة القادمة بنشر سلسلة التقارير والمقالات لمجموعة مميزة من الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين ، هذه المقالات والتقارير ذات طابع علمي واجتماعي واقتصادي.
وفي هذا المقام نخص بالشكر على هذه المبادرة في التعاون الصديق العزيز الدكتور "نزار الحرباوي" وهو الإعلامي الناجح الذي عرفناه في مجالات الإعلام المختلفة المحلية والدولية وفي المجال الأكاديمي أيضا
بقلم: ريم أحمد نصار
في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتحديات توفير فرص عمل مناسبة، تبرز الزراعة كأحد الحلول البديلة الواعدة، فالأرض التي كانت يوماً مصدراً رئيسياً للعيش، يمكن أن تكون اليوم مفتاحاً لتحقيق الاستقلال المادي والاجتماعي لكثير من الناس لا سيما الشرائح المتضررة نتيجة الظروف الحالية.
فكرة تحويل العاطلين عن العمل إلى مزارعين قد تبدو تقليدية، إلا أنها مع التطورات التكنولوجية الحديثة والأساليب الزراعية المستدامة، أصبحت أكثر جاذبية وأقل تكلفة.
قد يتساءل البعض لماذا الزراعة تحديدًا؟ وتكمن الإجابة في عدة عوامل:
حيث تلعب الزراعة دورًا حيوياً في تأمين الغذاء الصحي والمغذي للأجيال القادمة، خاصة مع تزايد عدد السكان وزيادة الطلب على الغذاء. كما أنها تساهم في الحفاظ على البيئة وتقليل التلوث، مما يجعلها خيارًا جذابًا للأجيال الشابة المهتمة بالقضايا البيئية. علاوة على ذلك، يمكن للزراعة أن تكون مشروعًا مربحًا، خاصة مع تزايد الطلب على المنتجات العضوية والمحلية. وتتنوع مجالات العمل في الزراعة، مما يوفر فرصًا واسعة للجميع.
لا تقتصر الزراعة على الأراضي الشاسعة والمزارع التقليدية، بل هناك العديد من الحلول المبتكرة التي يمكن تطبيقها في المساحات الصغيرة والبيئات الحضرية:
زراعة الخزائن والأسطح حيث تحويل الأماكن غير المستغلة مثل الخزائن وأسطح المباني إلى مزارع صغيرة يوفر مساحة إضافية للزراعة ويحسن المظهر العام للمباني.
الزراعة المائية والعمودية والدوارة: هذه الطرق تعتمد على تقنيات حديثة لتوفير بيئة نمو مثالية للنباتات، وتقلل من الحاجة إلى مساحات شاسعة وتربة، وتوفر المياه والموارد الأخرى ومن جانب دعم العاطلين للبدء في هذا المجال، يمكن تقديم برامج تدريبية مكثفة، وتوفير التمويل والأراضي، وتشجيع إنشاء تعاونيات زراعية.
إن تحويل العاطلين عن العمل إلى مزارعين يمثل فرصة ذهبية لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة، ف مع التطور التكنولوجي والأساليب الزراعية الحديثة، أصبح من الممكن للجميع المشاركة في هذا المجال، بغض النظر عن المساحة المتاحة أو الخبرة السابقة، ولكن تجدر الاشارة هنا الى أن التوافق الحقيقي ما بين التكنولوجيا العصرية على مستوى البذار المحسنة والآلات الزراعية ووسائل الري من جهة، وبين الخبرة الزراعية التي يقدمها المختصون والخبراء والجمعيات التعاونية الزراعية والوزارات المعنية، يحقق الامل المنشود في زراعة مثمرة ومشروعات انتاجية زراعية تعود بعائد ماديٍ مجزي .
كما أن لجوء شريحة من الخبراء أو مختصي العلوم المعاصرة الى إيجاد مشروع استزراع سمكي في بيئة ما، يعطي ميزة خاصة للمجتمع الذي ينشأ فيه مثل هذا المشروع ف هو عبارة عن ثراء غذائي للمجتمع وعائد مادي للقائمين عليه، وقدرة على تحقيق اختراق في واقع الظروف الصعبة التي يعيشها الناس هذه الأيام.
ومثل مشروع الاستزراع السمكي مشاريع البيوت البلاستيكية الإنتاجية التي تمثل حالة استثمار حقيقي، فكيف بنا إذا ما كررنا التجربة بالزراعة المائية أو زراعة الخزائن فيها او تطبيق وسائل الري العصرية.
ومثل هذا وذاك مشروع إنتاج الأسمدة العضوية وغير العضوية، وهو عامل مهم من عوامل الزراعة المثمرة، ف لو توجهت مجموعة من الشباب إلى هذه الزاوية ك مشروع استثماري، سواءاً للأسمدة الطبيعية أو مخلفات الخفاش أو غيرها من الأسمدة التي يبتكرونها، ف نحن أما تطور كبير وطفرة في عالم الزراعة .
إن الزراعة ليست مجرد مهنة، بل هي أسلوب حياة يعزز الارتباط بالأرض والطبيعة، فمن خلال الاستثمار في الزراعة، يمكننا تحقيق التنمية الشاملة وتحسين جودة الحياة.لذا فإنني أدعو جميع الشباب والشابات والعاطلين عن العمل إلى استكشاف إمكانيات الزراعة والتفكير في بدء مشاريع زراعية صغيرة. فبالتعاون والعمل الجاد، يمكننا بناء مستقبل زراعي مزدهر يوفر الغذاء الصحي والوظائف المستدامة للأجيال القادمة.