- 4 أيلول 2024
- إقتصاد وحياة
في إطار التعاون بين جريدة "اخبار البلد" المقدسية والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية من أجل صقل المهارات والقدرات المهنية للطلبة في المجالات المختلفة بما في ذلك الإعلام وتمكين الطلبة من إيصال رسالتهم للجمهور ، فإن جريدة " أخبار البلد" تقوم بنشر سلسلة التقارير والمقالات والحوارات الخاصة لمجموعة مميزة من الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين ، هذه المقالات والتقارير والحوارات ذات طابع علمي واجتماعي واقتصادي هام.
وفي هذا المقام نخص بالشكر على انجاح هذه المبادرة الأولى من نوعها في التعاون الصديق العزيز الدكتور "نزار الحرباوي" وهو الإعلامي الناجح الذي عرفناه في مجالات الإعلام المختلفة المحلية والدولية وفي المجال الأكاديمي أيضا.
حوار : هبه فواز فراح ودعاء طارق النتشة
يتوجه العالم اليوم نحو الطاقة النظيفة أو الطاقة المتجددة بعيداً عن الوقود الاحفوري، خاصة مع ارتفاع نسبة التلوث العالمي ، ونظراً لأن العالم اليوم يعيش سلسلة أزمات خانقة وضاغطة، بسبب نقص مصادر الطاقة التقليدية والبحث عن الطاقة البديلة ، يسعدنا في هذا الحوار أن نطرح قضايا الطاقة، والبدائل المتاحة فيها، على شاب طموح ورائد من رواد العمل في هذا المجال من أجل الاستفادة من خبرته وتجربته.
انه المهندس ضياء حامد الجدع القواسمة من محافظة الخليل ، والذي ورث عن والده مسيرة 45 عاماً من الخبرة في المجال الصناعي وهندسة الطاقة، وهو عضو في ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني، ويشغل ايضا منصب المدير العام لشركة ابناء حامد الجدع للكهرباء والطاقة
فأهلاً ومرحباً بك مهندس ضياء.
- أهلاً ومرحباً بكم، سعداء بوجودكم معنا ضيوفنا الكرام، في هذا الزمن الذي يلعب الإعلام دوراً محورياً وأساسياً.
- مهندس ضياء، العالم اليوم يتجه نحو الطاقة النظيفة، لماذا برأيك؟
- تمثل الطاقة البديلة في عالمنا اليوم الخيار الأمثل والأجدى للتعامل مع مصادر الطاقة التي نحتاجها في حياتنا اليومية على مستوى الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وعندما نتحدث عن الطاقة البديلة، فنحن نتحدث عن المستقبل، القوة، الكفاءة، والتوفير.
- بناءً على ما تفضلت به، هل يمكننا اعتبار مشروعات الطاقة المتجددة اليوم هي البديل الأنجع لأزمة الطاقة العالمية؟
- بكل تأكيد، عندما نتحدث عن مشروعات طاقة في بيئات منتجة، فنحن نتحدث عن حالة من الاستقلالية في موارد الطاقة والطاقة البديلة، وكما تعلمون، فإن الحديث عن الطاقة المتجددة يستوعب مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وأنماط الطاقة الأخرى، ولكن نظراً للظروف الفلسطينية الخاصة ومنع الاحتلال لبعض مجالات استثمار الطاقة النظيفة والمتجددة، ومجالات التخزين، إضافة إلى ضعف وتهالك كثير من شبكات الكهرباء المزودة والناقلة، فإن مثل هذه العقبات تعتبر من كوابح النهضة والعقبات المركزية التي تقف في وجه الاستفادة الفعلية من مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة.
ولكن بالإجمال، تبقى الطاقة المتجددة هي الملاذ الآمن الذي يمكن الاتكاء عليه في ظل الواقع واستشراف المستقبل، فالتحديات كثيرة، واحتياج الطاقة في تزايد، والمجتمعات اليوم تتنافس من أجل الحصول على الطاقة النظيفة وتعتبر ذلك إنجازاً استراتيجياً حقيقياً يضمن لها أن تحيا في المستقبل.
- التغيير الكبير م. ضياء يحتاج إلى تأمين موارد، هل لدينا في فلسطين القدرة على تأمين هذه الموارد؟
- عند الحديث عن موارد الطاقة، فهذه مشكلة عالمية وليست فلسطينية فقط، وعند الحديث عن تأمين الموارد المطلوبة في مجال المعدات التقنية والفنية والهندسية، إضافة إلى المواد الخام، فنحن نتحدث عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من متطلبات المشاريع بدءاً من براغي التركيب، وصولاً إلى القواطع الكهربائية، مروراً بتشكيلة كبيرة من المعدات والآلات والألواح الشمسية ونحوها، وبكل أسف، فإن معظم هذه الأمور يتم تصنيعها خارج فلسطين وتحتاج إلى استيراد خاص لها.
- أنتم لديكم تجربة كبيرة في المحطات الكبرى للطاقة الشمسية، حدثنا عن هذه التجربة لو سمحت؟
- لقد كنا سعداء بخوض مجموعة من التجارب المميزة في مجال محطات الطاقة الكبرى، فقد أنشأنا وسلمنا مجموعة من محطات الطاقة في الجغرافيا الفلسطينية، ولا زلنا في صدد التعامل مع عدد من المشروعات الأخرى، بقدرات تبدأ من نصف ميغا، إلى واحد ميغا، ثم اثنان وثلاثة ميغا، وهي خطوات أسهمت في تخفيف الأعباء والأحمال الكهربائية والاعتماد على مصادر الطاقة الكلاسيكية بصورة حقيقية، وكانت هذه التجارب نقطة انطلاق لنا على مستوى منهجية التفكير والتفاعل والتعاطي مع مشروعات الطاقة التي نطمح لأن نكون شركاء فيها في قادم الأيام، فخبرتنا في هذا المجال تضعنا -بفضل الله- في صدارة الشركات والمؤسسات العاملة في مجالات الطاقة المتجددة.
سؤال راودني في هذا المجال م. ضياء، هل نحن أمام مرحلة استغناء عن الوقود الأحفوري؟
- لا يخفى على أحد أن الوقود الأحفوري يستخدم كمصدر رئيسي للطاقة لكنه يلحق ضرراً بالبيئة بسبب انبعاث الغازات الدفيئة عند احتراقه، لذا، الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة يعد أمراً ضرورياً لحماية البيئة والصحة العامة.
- اسمح لي م. ضياء أن أستفيد من وجودنا هنا في رحاب شركتكم لتوجيه رسالة خاصة منك إلى القارئ الكريم، ماذا يقول م. ضياء القواسمة للجمهور القراء؟
- في المستوى الأول، أتوجه برسالة إلى المستوى الحكومي والتشريعي بضرورة سن القوانين الداعمة لقطاعات الطاقة النظيفة ودعمها بكل السبل المتاحة، وتقليل العقبات فيما يتعلق بالتراخيص وأذونات الاستيراد وتسهيل معاملات التركيب بما يعزز الشراكة مع القطاع الخاص في هذا الجانب.
ورسالتي الثانية إلى أصحاب المنشآت والشركات والمصانع وحتى الأفراد بضرورة التوجه الفاعل نحو الطاقة البديلة لتوفير الفاتورة الخاصة بالكهرباء وتحويلها إلى مرابح حقيقية، فانتشار هذه الثقافة يعني تحقيق النهضة والتقدم على المستويات الفردية والمؤسسات المجتمعية على حد سواء.
الحقيقة أنا سعيدة جداً بإجراء هذا الحوار، وأتمنى أن تكون هذه المعلومات القيمة مفيدة للقراء الكرام، وأن تتحسن الظروف بحيث تصبح ثقافة الاعتماد على الطاقة البديلة والنظيفة ثقافة عامة لدى جميع شرائح المجتمع.
كل الشكر والتقدير للمدير العام لشركة أبناء حامد الجدع، م. ضياء حامد القواسمة، على هذا الوقت الذي خصصه لنا، ولنا لقاء قريبا وحوار معمق بعون الله.