• 4 آيار 2023
  • أقلام مقدسية

 بقلم : عزام توفيق أبو السعود

 

قصة حقيقية تستدعي أن نتوقف عندها:  لي شقيقة عمرها 85 سنة وتحمل الهوية الفلسطينية، ولديها تأمين صحي فلسطيني ساري المفعول .. تواجدت في القدس يوم الجمعة ثاني أيام رمضان، ومساء ذلك اليوم فقدت وعيها واستدعينا سيارة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين نقلوها لأقرب مستشفى علينا وهو مستشفى المقاصد بالقدس. الذين شخصوها ب " جلطة دماغية" وأسعفوها وعالجوها في العناية المكثفة، وبقيت في المستشفى عشرين يوما تقريبا .

راجعنا قسم التحويلات في وزارة الصحة وقدمنا طلبا لمكتب الوزيرة لتغطية نفقات علاجها، ثم قدمنا طلبا ثانيا خشية أن يكون الطلب الأول قد ضاع في الوزارة .. وكل مرة نسأل عن التحويلة التي لم تصدر حتى الآن وأن اللجنة لم تجتمع هذا الأسبوع أو أن يوم الخميس يوم اجتماع اللجنة كان عطلة رسمية ، وأبلغنا أخيرا أن لجنة التحويلات، أو الاستثناءات رفضت طلب تغطية نفقات علاجها. وكما فهمنا أن السبب يعود لأننا أدخلناها مستشفى المقاصد مباشرة  بدون تحويلة مسبقة!!!

أي منطق هذا الموجود في وزارة الصحة؟  يقولون كان الأولى أن ترسل الى مستشفى فلسطيني أولا ثم بعد ذلك يقرر أطباء المستشفى إن كانت بحاجة الى مستشفى آخر يحولوها اليه .. أما المنطق الطبي فيقول أن يتم نقل المريض الى أقرب مستشفى، وأقرب مستشفى والمريضة أصيبت بالجلطة الدماغية في القدس، أين يتم إرسالها الى مستشفى المقاصد الذي يبعد خمسة دقائق عن مكان إصابتها، والوصول الى مستشفى في رام الله أو  أريحا أو  بيت لحم يستغرق أكثر من ساعة في أحسن الأحوال إن لم يكن هناك حواجز أو أزمات مرورية كما يحصل أيام الجمع الرمضانية، وكان من الاسهل الوصول الى المريخ عن الوصول الى مستشفى فلسطيني, وأما المنطق الطبي، فهو أن مريض الجلطة الدماغية لديه ثلاث ساعات ذهبية بعد اصابته بالجلطة إن أعطي خلالها حقنة معينة لتفتيت الجلطة، فسينجو بحياته .. ولذلك لم يكن هناك حل سوى نقلها لمستشفى المقاصد. ونحن لا نعرف إن كانت مستشفيات الضفة لديها هذه الحقنة!

أتوجه للصديق القديم الدكتور محمد اشتية ولوزيرة الصحة بتوضيح ما هو منطق لجنة التحويلات أو الاستثناءات في رفض طلب تغطية نفقات العلاج؟  أو التوضيح بشكل عام :  هل لدينا تأمين صحي فعال يغطي المواطن الفلسطيني المؤمن ؟  لا حول ولا قوة إلا بالله!