• 8 آيار 2023
  • أقلام مقدسية

 

 

 

بقلم : الشيخ الباحث مازن اهرام 

 

همسة حب ووفاء في رثاء الشيخ سيدي أحمد بن طه بن عبد الحي النتشة

طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني          وذا بعضها الثاني يفيض به جفني 

شيخنا الفاضل سيدي أحمد بن طه بن عبد الحي النتشة الشافعي المقدسي 

(شيخ الطريقة الصوفية القادرية في بيت المقدس وخليفة شيخنا المرحوم ألشيخ محمد هاشم البغدادي القادري الكيلاني 1909-1995 فالشيخ محمد هاشم مقدسي المولد والنشأة والإقامة. بغدادي الأصل صاحب العلوم والمكاشفات على ذروة من الأخلاق السنية والأدب الجم الوافر يتصل نسبه وسنده بسيدنا عبد القادر الجيلاني وسيدنا الإمام الحسن شيخ الطريقة القادرية في القدس الشريف و شيخ المريدين في فلسطين  صاحب اليد البيضاء على من حظي بمجالسته   تلقى العهد عن شيخه الحاج صالح السرغيني و أجازه بالطريقة شيخه الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي على قراءة الورد والمصافحة والمشابكة   تلقى علومه الابتدائية في رحاب المسجد الأقصى ومدارس القدس الشريف درس الفقه على يد الشيخ صالح اللفتاوي   والعربية على يد الشيخ محمد التونسي انتقل إلى الشام 1356هـ حيث تلقى القرآن عن الشيخ أحمد السطل ثم الشيخ محمد عزو الميداني ثم الشيخ محمد الخباز ثم من الشيخ بشير الصلاح متقن القراءات العشر. وروى الحديث عن الشيخ محمد الديراني تلميذ الشيخ بدر الدين الحسني. وكان رحمه الله أديبا شاعرا في مدح المصطفى   كان يأمر بملازمة المسجد الأقصى ودوام زيارته والمرابطة فيه. استوعب برحابة صدره الخاصة والعامة، فكان من تلاميذه الطبيب والمهندس والعالم ورجل الأعمال يجالس الفقراء ويطعم المجاذيب بيده الشريفة وللشيخ نهج صادق قويم على بصيرة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله والفهم النافذ للتصوف النقي الموافق وشيخنا الفاضل سيدي أحمد بن طه بن عبد الحي النتشة الشافعي المقدسي خير خلف لأكرم سلف تلقى الطريقة الصوفية كابراً عن كابر 

  أيمكن لمن قيل فيه هذا أن يكن رحيله سهلًا! فهي كُربة من كُرب الدنيا تحيط بأبناء ومريدي المتوفي إلا أن اللسان في تلك المواقف يتلجم وتهرب الحروف وتتبعثر الكلمات، إن الموت له سطوة تجعل الإنسان يتلعثم رحم الله خير رجل عرفناه، وأسكنه فسيح جناته  أقدار الله نافذة، وما نحن إلا عابري سبيل، وقد سبقنا شيخنا الفاضل على دار القرار، عسى ربي أن يتغمده برحمته ويلهمكم الصبر والسلوان على فراقه جزاه الله وجمعنا الله به في مقعد صدق عند مليك مقتدر ولله الأمر من قبل ومن بعد ويوم يقوم الأشهاد  كان الفقيد كنسمة باردة في يوم صيف، كلمسة من الدفء في يوم عاصف، كان نجمة في سمائنا على خطاه نهتدي ،تحلى  بالتواضع للّه ، والخشوع بين يديه ، والتعظيم لأمره ، والحفظ لحدوده ، والتذلل لربوبيته ، والإخلاص في عبوديته ، والرضى بقضائه ، ورؤية المنة له في منعه وعطائه. واتصف فيما بين خلقه بالرأفة والرحمة ، واللين والرفق ، وسعة الصدر والحلم ، والاحتمال والصيانة والنزاهة والأمانة ، والثقة والتأني ، والوقار ، والسخاء والجود  والحياء ، والبشاشة والنصيحة تجلّت في شخصية شيخنا  الفاضل سمات أولياء اللّه وأحبائه  ذو خلق جليل وأدب رفيع تميز بها سيدي أبو حمدي عن غيره من المخلوقات وخَلَّةٌ كريمة وخَصْلَةٌ شريفة وهي أدب على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات، وهي صدقٌ في اللسان، واحتمال للعثرات، وبذل للمعروف، وكف للأذى، وكمال في الرجولة، وصيانة للنفس، وطلاقة للوجه وهي أيضا من أخلاق الدوحة الصوفية السنية التي يقيسون بها الرجال ويزنون بها العقول. هي كلمة لها مدلولها الكبير الواسع، فهي تدخل في الأخلاق والعادات، والأحكام والعبادات. مما لا شك فيه أن السادة الصوفية جاءوا بتحصيل كل فضيلة ونبذ كل رذيلة، ومن أهم ما جاء به الإسلام لتمييز شخصية المسلم عن غيره الأخلاق والآداب والعقائد والأحكام

رحم الله الفقيد بواسع رحمته وجعل علمه وعمله خيرًا له وان العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقه لمحزنون 

هيئة أشراف بيت المقدس بالقدس وفلسطين