• 17 آب 2023
  • أقلام مقدسية

 

بقلم : سعادة مصطفى ارشيد

 

تبدي المحافل (الاسرئيلية) مواقف و تقديرات متباينة تجاه الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة و حيال طرق التعاطي مع السلطة الفلسطينية، في اليمين الأكثر مغالاة و تطرف و المتمثل بالوزيرين بن غفير و سموترتش لا يريد السلطة و لا يجد لها مكانا في ارضهم التاريخية القومية،و هي من لزوم ما لا يلزم و ان مليشيات المستوطنين قادرة على السيطرة على (يهودا و السامرة)الضفة الغربية من دون الحاجة للسلطة الفلسطينية، ويعمل هؤلاء على تشكيل وفرض حقائق  على الأرض تؤدي في النهاية إلى ضم الضفة الغربية و تقود الى الاعلان الرسمي والصريح عن مسألة قائمة منذ أكثر من عام في المسجد الأقصى و هي تقسيمه مكانيا و زمانيا بين الفلسطينيين واليهود، كما لا يرى هؤلاء من وجود لاي تفاوض او مسار سياسي مع الفلسطينيين، لذلك لا يكترثون بما قد يعود على السلطة الفلسطينية من تدهور في مكانتها او تآكل في مشروعيتها.

أوساط اليمين الاخرى التي تسيطر على غالبية المجتمع الحاكمة منها والمعارضة، تمتاز عن الاولى بانها اكثر احترافا و أعمق معرفه في شؤون السياسة و ابعد عن المنطق الشعبوي الناظر دائما إلى اصوات الناخبين مفضلا على ذلك ان يأخذ بالاعتبار مسائل الأمن القومي و يعطيها الأولوية ، ومن هؤلاء الجيش والأجهزة الأمنية الذين يبدون قلقا واضحا من الأوضاع المتردية التي تعيشها السلطة الفلسطينية و مواطنيها في الضفة الغربية و لذلك ترى أن عليها العمل على إنعاشها و ابقائها موجودة،فهي لا تزال بنظرهم شريك مفيد يلتزم بالتنسيق الأمني والعمل المشترك على ضبط ظاهرة المقاومة وإن شاب ذلك بعض التردد او شيء من العجز في المجال العملاني التنفيذي، ويرى هؤلاء أن انهيار السلطة الفلسطينية ان حصل و الفراغ الذي سيعقب انهيارها لن يملأه إلا الفوضى التي لا مرجعيات لها أو منظمات المقاومة التي يصعب التفاهم معها وهو ما يعود بالخطر عليهم، لذلك يكتفون بالضغط على السلطة الفلسطينية لبذل مزيد من الجهد في ضبط الأمن وتفكيك البنى المقاومة و وسائله الآخذة بالتطور وصولا الى ما يذكره أعلامهم من وجود ورشات تصنيع صواريخ بدائية ولكنها قابلة للتطور أطلق عدد منها من محافظة جنين باتجاه المستوطنات و كان آخرها يوم أول أمس الثلاثاء

في الضفة الاخرى من الصورة يبدي الرئيس الفلسطيني حيوية ونشاط رغم سنه المتقدمة التي  قاربت على التسعين،فقد استطاع جلب منظمات العمل الفلسطيني جميعا باستثناء حركة الجهاد الإسلامي الى لقاء في القاهرة دون جدول اعمال او تحضير استطاع خلاله اخذ الشرعية القيادية وإن لم يحصل التوافق، و بهذه الشرعية المتجددة شارك في قمة العلمين التي دعا إليها الرئيس المصري وحضرها اضافة الى الملك عبدالله الثاني

عنوان القمة كما ذكر الاعلام المصري يمكن اختصاره على أنه لبحث سبل تمكين السلطة الفلسطينية من استرجاع دورها الأمني و السياسي، و في ذلك إشارات واضحة الى لقائي العقبة و شرم الشيخ، تحدث الرئيس الفلسطيني مطولا عن جهود السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية للحد من تصاعد العنف (المقاومة) وأكد أن تطوير ذلك يحتاج الى مشاركة مصرية اردنية في مجال التدريب و الى دعم فني و مالي من واشنطن، و اعرب عن امله في ان تمارس واشنطن ضغطا على تل أبيب لتقديم تسهيلات جديدة وفتح آفاق تفاوض، و هذه المسالة الاخيرة لا تملك واشنطن تقديمها لابي مازن في ظل الحكومة الحالية، و قد لا نملك ترف الانتظار لحين سقوط الحكومة (الاسرائيلية) او انتخاب ادارة جديده في واشنطن تملك من القوة و القناعة ما يدفعها للضغط على تل أبيب.

الى ذلك الوقت الوقت، إلى أين نحن ذاهبون؟ الى الاشتباك الداخلي ام الى الاشتباك مع الاسرائيلي؟

الاحتمالات واردة في الحالتين.