• 23 أيلول 2024
  • أقلام مقدسية

 

 

 بقلم: مؤمن شاهر العويوي 

 

تنتمي روحي إلى عالم الشباب، وينتمي عقلي إلى بيئة جامعية تضج بالحياة، وما بين روحي وعقلي وجسدي هناك رواية تصاغ حروفها في محاولة مني لاكتشاف نفسي كشاب فلسطيني، أنتمي إلى بيئة أكاديمية وأعشق الرياضة وأمارسها ، وتحدق عيوني في المستقبل بحثًا عن الأمل بمستقبل يكون لاسمي فيه مكانة و بريق ورونق.

 كنت أتمنى أن تعطيني مراحل الدراسة أكثر مما أنا فيه، وكنت أطمح أن يحتضنني المجتمع بصورة تصقل مهاراتي، ولكن هذه الآمال والتطلعات اصطدمت بالواقع بصورة لم أكن أتخيلها، وهنا قررت أن أسبح ضد التيار، لأنه لا يسبح مع التيار إلا السمك الميت.

 ما بين صديق رافقني إلى النادي الرياضي، ومعلم تعلمت من بين شفتيه كلمة أثرت فيّ، وبيت نشأت فيه معتمدًا على نفسي، تبنيت لنفسي شعارًا في الحياة يقول:

 "من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة."

 لقد قررت: أن العلم جميل ولكن عشق العلم أجمل، ورأيت أن الرياضة تبني الجسم، ولكنها لبناء الروح أقوى، وبين متعتي في خطواتي نحو الجامعة ومتعة الذهاب إلى النادي الرياضي، كانت روحي تحدثني دوماً: "من أنت؟"

 سؤال لم أطرحه على نفسي أبدًا، ولكني وجدت متعة الحياة في البحث عن إجابته، فأنا أنا، وأنا كما أنا، بأخطائي وصوابي، ودمعتي وحزني، وبسمتي وضحكتي، أصيب وأخطئ، ولكن حافز الحياة لدي ينادي في أعماقي بأن عليك الاستمرار وتعديل المسار دومًا. 

لقد زادني التعليم الجامعي خبرة وتجربة وتعاملاً مع معادن الناس، وسمحت لي الرياضة بأن أكتشف صداقات بعيدة عن عالم المصالح وكنت ما بين سعادتي وحبات العرق التي انهمرت من جبيني أشعر أنني بدأت أتلمس الإجابة، نعم، هذا أنا، أنا الفلسطيني الشاب الذي بالرغم من قسوة الظروف من حوله يموت اليأس تحت نعاله، ويمثل الأمل لمن حوله بالرغم مما فيه من جراح، أنا البسمة التي تدخل البسمة على قلب من يراها، وأنا النبض الجديد في عروق مجتمع ينتظر تحقيق مبدأ:

 العقل السليم في الجسم السليم، حقيقة لا شعارًا، لأنني حتى وأنا منفرد أمثل قيمة، وأنا التجسيد العملي لما قاله الشاعر يومًا:

 'فأنتم اليوم أرقام لها ثقلٌ.... والكل في هامش التاريخ أصفار.

" رسالتي لكل من يقرأ هذه السطور: آمن بنفسك، مهما كانت التحديات في طريقك، وأدرك " يا صديقي " أن مكانتك تنتزع ولا تستجدى، وأن المكارم تؤتى ولا تأتي، وما عليك إلا أن تأخذ قرارك المصيري بأن تمضي في طريقك نحو النجاح أو النجاح، وتذكر دومًا: أن مفارق الطرق فرص لتحديد المسار وليست عقبات قاتلة. 

إن من تعتصره الحياة، وينشأ فيها الإنسان باحثًا عن ذاته ليكتب اسمه بنفسه، ويبني حجارة قلعته بذاته، لا يمكن للرياح أن تهزه أو تهز قلعته، ومن بذل في بناء نفسه وذاته واسمه ومكانته، وبناء جسد رياضي قادر على احتضان عقل متعلم تعبًا وجهدًا، لا يمكن أن تنكسر أشرعته، وهنا يكمن التحدي، في فهمنا للحياة بالرغم من حداثة سننا، فالحياة هي الحياة، عاش بها فرعون وموسى، وحملت على ظهرها أتقياء وشياطين، وكان لكل شخص فيها مسار هو يصنعه ولا تتدخل هي به، فإما أن يجعلها حياة جميلة أو حياة بائسة، القرار هنا فردي، والنتيجة تتبع من بذل لأجلها.

 وعندما اخترت أن أكون سعيدًا طلقت الأحزان وصرخت في وجه الدنيا: "لن تقهري عزيمتي، سأبني جسدي، وأبني عقلي، وأصنع صداقاتي، وأختار دربي، وأصوغ اسمي كما أحب، بأي قلم أختار، ولكن قبل أن أكتب اسمي سأصهر حروفه بعزم الشباب.

*مدون فلسطيني