- 24 حزيران 2025
- أقلام مقدسية
بقلم : الباحث الشيخ مازن اهرام
استحضر غيوم الكتابة على صفحة الزمن ويُشحذْ القلم
وتُفردَ لكِ صُحفاً شتى لأكتبكِ يوماً او اكتب لكِ رغم أنى أدْركُ أن جُنوناً اصاب مفرداتي اليوم.. الكثير من الكلمات يضيق صدري ولا ينطلق لساني منذ عامين وربما عقود خلت جفت محبرتي عرضتها للمطر علها تبتل فيرتوي منها القلم لكنها عادت سريعاً للجفاف وها انا لا اعي إلى اي مدى سيقودني الحديث إليك!!!
دعني ابوح لك بسر تعرفه منذ زمن.. ويتجاهله أخرون لعلني اخرج من عباءة الحزن وافسح لك عما يكمن بداخل كُل إنسانٍ مقدسي على ثرى تلك الأرض
أبوح لك بأشياء أثقلت قلبي الضعيف بحملها، لا تقاطعني إن شعرت بيأسي ولا تواسيني إن سال دمعي ولا تنصحني إن فقدت صوابي أنا يا صديقي لست بحاجة لتلك الأشياء هي فقط مجرد فضفضة...!
تسمرت العيون أمام ما نرى ونسمع من ازدواج المعاير واختلاف المكاييل أصبح الموت أمراً عادياً والناسُ جُل الناس يَرون الموت والأموات كلَّ يومٍ رأي العَيْن، فلا مجال للتكذيب أو الشك هذا الأمرُ من كثرة ما اعتاد عليه الناسُ، صار أمراً عادياً لا يُحرِّك المشاعرَ، ولا يُثير مكنوناتِ الصدور وإلى متى ...
حين يصبح أزيز الرصاص وصوت المدافع عادي..
حين يصبح فقدان شخص بين مفقود أو مخطوف أو شهيد عادي..
فأعلم بأنه في زمن الحرب كل شيء يصبح عادي
أصبح الموت جوعا امرا عاديا فى زماننا
حُملتْ الأكفان والنعوش ُيلقْنوُن الأرض كلماتهم الأخيرة ووصاياهم؛ ألاَ تقبلي الغريب والقاتل والفظيهم، وكوني وفية لدماء الشهداء.. يتجهون لقبور ذويهم يودعونهم الوداع الأخير على أمل عودة قريبة..
يودعون زوايا المدينة وثنياها المفعمة بروح أهلها بروح الحياة رغم الدمار الذي ألم بها. إشهد يا تاريخ حجم الإجرام في حق البشرية خلال أحقاب زمنية عدة، الذي مارسه أقوام كالتتار والمغول، إلى جانب الحروب الصليبية وغيرها،
وفي الصفحة الثانية بدأ الفصل الأخير من مشهد المسرحية
في نظر البعض زوبعة في فنجان قهوة
الزوبعة في لسان العرب ريح تدور في الأرض لا تقصد وجهاً واحداً تحمل الغُبار وترتفع إِلى السماء كأَنها عمود، أُخِذَت من التزعب، وصبيان الأَعراب يكنون الإِعصار أَبا زوبعة يقال فيه شيطان مارد. وزَوْبَعةُ اسم شيطان مارد أَو رئيس من رؤساء الجن؛ ومنه سمي الإِعصار زوبعة. والزَّوابِعُ: الدواهي
يمكن متابعة الزوابع يوميا عندما يجلس المواطن العربي أمام التلفاز متابعا إحدى القنوات التي تبث بفرح وابتهاج طقوس الاحتفال باحتجاجات ومظاهرات لشعب قرر المطالبة بشيء ما يتراوح بين التخلص من الزبالة المتراكمة في القاع الى التخلص من الزبالة المتراكمة في القمة،
فالجميع نعم الجميع يريد طي الماضي ويتمنى السعادة والفرح في عهد جديد.
وفجأة ينقطع الإرسال فنتناول فنجان النسيان ونتبادل الكثير من الصمت مع الأشياء الجامدة حولنا. ثم نأخذ قطعة من الصبر مغطاة بالقليل من العزيمة والإصرار ونحاول أن نستسيغ طعم ما نحتسيه فلا نجد إلا ذكريات مُرة مرت، فنضيف إلى فنجانها ملعقة من التفاؤل والأمل. فما حدث هو مجرد زوبعة في فنجان.
كثيرا ”ما يطرق أسماعنا هذا المثل الدارج ولو تأملنا في كلمة زوبعة لهاجت النفس وماجت خوفا” من تأثير واشتداد الرياح وهيجناها وما تخلفه وراءها من دمار في الأموال والارواح وهي عبارة عن دوران الرياح حول نفسها وقد ترفع الأشياء عدة أمتار وتهوي بها وقد تقتلع الأشجار من جذورها وتدمر كل ما تمر عليه في طريقها لكن عندما تقترن مع كلمة فنجان يكون وقعها أهون مما نتصور لان مساحة الفنجان صغيرة لا تسمح بذلك ، لكن في الحقيقة هو مثل يضرب ولا يقاس كباقي الأمثال العربية وتطلق لحالة الثوران والهيجان المحدود والذي لا يدوم طويلا ” .
لعل تعبير «زوبعة في فنجان» هو الأكثر ذيوعاً في البلدان العربية، للدلالة على تقلص الحجم الحقيقي لظاهرة ما؛ على العكس مما قد تبدو. تذكرت التعبير وأنا أقلب النظر في القهوة وتاريخها وتأثيراتها المتباينة في ثقافات مختلفة، فأردت أن أتشارك وإياكم في الحصيلة النهائية.
ويظل هذا المصطلح من المفردات الرائعة المعنى من حيث اختزال المشهد السياسي العام ببساطة واختصار، فالزوبعة في حد ذاتها حالة مخيفة وتنذر بخطر كبير سواء كانت في البحر أو على اليابسة ويمكن أن تتسبب في دمار كبير،
فلا يهم ما يموج به العالم من فوضى واختلال وتشوّش وتخبط من حولي ما دام رب السلام يسكن هيكل روحي ويتربع على عرش قلبي....