• 14 تشرين أول 2025
  • أقلام مقدسية

بقلم : كريستين حنا نصر 

       

 ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، أمير هاشمي نشيط في العلاقات الخارجية جانباً الى جانب مع صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رعاهما الله ، حيث زار سمو ولي العهد مؤخراً فرنسا والتقى بالرئيس الفرنسي ماكرون ، وترافق سموه في زيارته زوجته صاحبة السمو الأميرة رجوة ، وفي إطار جولات سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني  الاقليمية والدولية ومنها زيارته الى فرنسا بدعوة من الرئيس ايمانويل ماكرون حيث تدعم سياسة سموه مواقف الملك عبد الله الثاني ، وهذه الزيارة هي أول زيارة رسمية لسموه الى فرنسا .

       حيث ركزت اللقاءات والمحادثات في باريس كما هو الحال في زيارة سموه  للعاصمة البريطانية لندن أيضاً ، على تعزيز التعاون مع بين الأردن وفرنسا في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي ، وقد أطلع سموه على العديد من المبادرات الفرنسية في عدة مجالات ونواحي وأهمها قطاع التكنولوجيا بما في ذلك زيارة مقر  مجمع الشركات الناشئة "ستيشن إف" في باريس ، جرى خلالها استعراض خطط المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل لدعم الاقتصاد الرقمي ، كما زار سموه مؤسسات فرنسية ضمن محاور شبكة تعليمية أطلقتها مؤسسة ولي العهد بالشراكة مع المدرسة الفرنسية ( Ecole 42 ) والتي لها فروع في العديد من الدول ، وفي اطارها تم اطلاق برنامج (42 عمّان) في الاردن ، وتهتم  هذه الشبكة التعليمية بتخريج الكفاءات الشبابية في مجال تقنيات التعليم ، وفي سياق الزيارة تم بحث سبل التعاون الدفاعي العسكري ، حيث التقى سموه برئيس أركان الجيش الفرنسي وتخلل ذلك زيارة لقوات الدرك الوطني الفرنسي ، والتقى سموه  مدير منظمة اليونسكو لبحث التعاون في مجالات الحفاظ على التراث الثقافي الإنساني ، بهدف إدراج مواقع ثقافية وتراثية اردنية جديدة على قائمة التراث العالمي ، و تعزيز التعاون الاردني الفرنسي في عدة مجالات حيوية ومشاريع استراتيجية مثل الناقل الوطني للمياه ( تحلية مياه البحر ونقلها إلى عمان).

 كما رعى صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله  في لندن ، اطلاق منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني البريطاني ، وفي هذا المؤتمر القى سموه كلمته المهمة ، أشار  فيها الى أهمية هذا المنتدى الذي يأتي لتسليط الضوء على  الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ، والتي بنيت وتتطور على أساس الطموحات المشتركة بين الطرفين والإيمان العميق بقدرة التطور التكنولوجي على إعادة تشكيل الاقتصاد ، وترسيخ امكانية فتح فرص جديدة لإقامة التعاون بين البلدين أي الاردن وانجلترا ، وفي هذا المنتدى أكد سموه على ضرورة استمرارية هذه الشراكة وتعزيز نموها وبالاخص المساعي المتصلة بتعزيز الاستثمار بين فئة الشباب ، وتحديداً نافذة توسيع الاقتصاد الرقمي ، والعمل على تهيئة بيئة حاضنة للابتكار.

     وهنا نلاحظ أن سموه مهتم برفعة الشباب الاردني ، وهذا يتجسد عمليا في عدة مبادرات أطلقها سموه لدعم الشباب والشابات الاردنيين ، ومن ضمنها مبادرة مليون مبرمج أردني ومبادرة برنامج خطى الحسين ومبادرة قصي ،مبادرة حقق ، وجوائز داعمة مثل جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومي ومنصة نحن ومصنع الأفكار وجامعة الحسين التقنية وغيرها . 

هذا المنتدى المنعقدة فعالياته في بريطانيا هو منتدى يأتي بهدف استمرار  تلك الجولات التكنولوجية التي يعقدها برنامج ( Jordan source) في عدة دول ، وهو برنامج أطلقته وزارة الاقتصاد الرقمي الأردنية تحت رعاية سمو ولي العهد عام 2021م بمساعدة شركات عالمية ، ويأتي  لترويج وتسليط الأنظار على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة الاردنية الهاشمية ، ويسعى إلى تعزيز فرص تطوير الشراكة مع عدة دول في العالم ، والذي يسعى سموه به تحقيق شراكة متقدمة مع الدول العالمية  وإشراك ودمج الشباب الأردني وانخراطهم في مجال التكنولوجيا ، وعلى هامش المنتدى المنعقد في لندن تمّ إطلاق مبادرتين للسعي نحو تسهيل الوصول الى المستثمرين البريطانيين ، ولتعزيز التعاون بين الشركات الاردنية البريطانية بالاخص دعم الشركات الناشئة وتحديداً توجيه وتحفيز الشباب نحو سهولة الدخول الى السوق البريطاني ، حيث التقى سمو ولي العهد الامير الحسين على هامش المنتدى باردنيين رياديين ممثلين لعدة شركات كبرى اردنية مشاركة متخصصة في مجال التكنولوجيا والاتصالات ، وأيضاً متخصصة بالأمن السيبراني والقطاع المالي والمصرفي ، كما حرص سموه على ضرورة السعي نحو استكشاف فرص جديدة للتعاون مع المؤسسات التكنولوجية الأردنية .  وأشار سمو ولي العهد رعاه الله إلى أن نمو وتطور هذه الشركات التكنولوجية في الاردن هدفه الأسمى هو السعي نحو الاستثمار في الشباب ومشاركتهم في قطاع الأعمال والاستثمار والاقتصاد الرقمي .

       ويلاحظ أن أهم ركائز هذه الرؤية الاميرية وجولاته الاقتصادية والتكنولوجية في أوروبا والعالم هو تهيئة بيئة حاضنة للاستثمار ، كما يسعى سمو ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني دائماً وتتواصل توجيهاته ومبادراته من أجل توفير  جميع المقومات التي تساعد فئة الشباب على  الابتكار والتنمية والإنتاج .