• 21 كانون الثاني 2013
  • وجوه مقدسية

 

 

 ان الشخصية المقدسية هذه كانت معروفة كرائدة العمل الاجتماعي رغم انها كانت متواضعة  ساهمت بصورة كبيرة في العمل الاجتماعي النسائي في القدس وفلسطين بل وفي العالم العربي ، انها  ميليا السكاكيني  اخت الاديب خليل السكاكيني.

 ولدت في القدس عام 1890 وتوفت عام 1966 ، رغم انها كانت معروفة الا انه لا يوجد الكثير من الدراسات او الابحاث عنها ، وما يتواجد بين ايدينا من معلومات عن تلك السيدة المقدسية الرائدة قليل للغاية يعتمد في شئ منه على مذكرات الاديب خليل السكاكيني وما ذكره عن اخته في سياق الحدث فقط  ولم يخصص لها  المساحة التي تليق بها ،

 اتمنى ان تعطى هذه السيدة حقها في البحث والتدقيق من اجل الاجيال القادمة التي تحتاج الى الكثير من اجل معرفة تاريخها وماضيها ، فأمة بلا ماضي كالشجرة بلا جذور

وفي عام 1921 تم تشكيل اول اتحاد نسائي فلسطيني شرعي اسسته ميليا السكاكيني وزليخة الشهابي  هدفة مناهضة الانتجداب البريطاني والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني والمساهمة في بناء المجتمع الفلسطينية من جهة والمشاركة في الدبلوماسية الفلسطينية ، وكانت المنتسبات للإتحاد النسائي من العائلات العريقة وزوجات الوجهاء. وأخذ الاتحاد على عاتقه مساعدة النساء المعوزات والارتقاء بمستواهن الاجتماعي ومنع استغلالهن في العمل، خصوصا في مصانع التبغ وغيره, حيث كانت المرأة تعمل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة.

 

 وهذا اول بواكير العمل السياسي النسائي حيث تعتبر الخطوة من زليخة الشهابي ومن ميليا  السكاكيني بتشكيل أول نقطة لتبلور عمل سياسي نسائي في بدايات القرن العشرين وقد قام هذا الثنائي المسيحي الإسلامي بتوجيه رسائل إلى المندوب السامي بخصوص قضايا وطنية عامة

وما أن انتهى عقد العشرينات حتى كانت كل المدن والعديد من القرى الفلسطينية قد أنشأت فيها الجمعيات الرئيسية أو فروع لها، وارتبطت أسماء سيدات الجمعيات الرائدات بهذا المجال, بالمدن التي عشن فيها. ومن بين تلك الأسماء الأولى زليخة الشهابي وميليا السكاكيني،وكاترين سكسك ونعمتي العلمي من القدس، وأديل عازر من يافا، ومريم عبد الغني هاشم والحاجة عندليب العمد، ومريم خليل وساذج نصار من حيفا ونبيهة منسّى ورقية الكرمي من عكا .

 

 وفي يوميات خليل السكاكيني التي تحمل اسم ( الخروج من القطمون)  يتوقف جامع تلك اليوميات" اكرم مسلم " ملياعند حديث السكاكيني عن شقيقته ميليا، وتفانيها في خدمة العائلة، وحصرها في القالب الجاهز للمرأة الشرقية، وتأسفت لأنه لم يذكر الكثير عن نشاطها الاجتماعي والسياسي، ولم يتطرق له الا بشكل هامشي. لقد كانت ميليا السكاكيني احدى رائدات العمل النسوي في حقبة مهمة من التاريخ الفلسطيني، ونشطت على الاقل، كما يتوفر لي من معلومات، في القدس وبيت لحم مع رفيقتها زليخة الشهابي.

 وعن ذلك يقول الكاتب محمود شقير "  كم أعجبتني شخصية ميليا أخت خليل السكاكيني، المتجردة الوفية المستعدّة للسهر على راحة العائلة وضيوفها! ولو على حساب راحتها الشخصية. ميليا التي لم تتزوّج، سدّت كثيرًا من الفراغ الذي تركته سلطانة في حياة خليل السكاكيني"

انها دعوة للباحثين ولكل من يملك اية معلومة عن تلك السيدة المقدسية الرائدة ان ينشر او يضيفها الى هذه الزاوية  للمصلحة العامة