• 24 كانون الثاني 2021
  • هموم

 

بقلم : ماهر العلمي

 

 

 نذهب الى الانتخابات ونحن غارقون في الانقسامات ،  وتعصف بنا الخلافات والصراعات ، وتلف بنا دوامة التنافس على المناصب والنفوذ والوجاهات .

 نذهب الى صناديق الاقتراع ولا اجواء ديمقراطية ولا احزاب تمثل مختلف طبقات الشعب ، وما نشهد سوى وجوه قديمة كثيرة العثرات عديمة الانجازاتً ، تصيبك بسلسلة من التشاؤم ، فلا عنب  يرجى منها ولا بلحات .  ونخشى منها المزيد من النكبات منذ دهمنا باوسلو عراب  الكوارث والنكبات.

نذهب الى الانتخابات ، والملل يسود  مختلف الطبقات من اولي الامر ، وسياسات الانبطاحات  والخنوعات والتنسيقات مع من يحتلون ارضنا ويقضمونها بالمستوطنات ..!  شعبنا ... هنا ... معظمه ، مستقل ... مل تصارع  قبيلتي فتح وحماس على الحكم في بقايا  وطن انهكته النزاعات ومزقته الانقسامات، ... وتفترسه المستوطنات !

نذهب الى الانتخابات ونحن ندعو وندعي الوحدة الوطنية بينما يسود النزاع والشقاق داخل  الفصيل الواحد... وتستحيل المصالحات ولا تفاهمات سوى امام الميكروفونات، والكاميرات ...!

نذهب الى مهرجان الانتخابات بناء على اوامر اصحاب السيرك الاميركي – الأوروبي ليستمتعوا بلعبة الديمقراطية يمارسها دمى على مسرح الاستعراضات ..!

نذهب الى الصناديق المغلقة امام المدانين ، امام المحاكم الفتحاوية والحمساوية بجنايات باطلة وهي في الحقيقة  تجنح اي الولاء  لمن يسمونهم المتجنحين، وهناك محرومون ، من الانتخابات وهم المتخابرون، والعياذ بالله  وهم ليسوا جواسيس للاحتلال ، لا سمح الله ، بل جواسيس فتح وجواسيس حماس . وفريقا الجواسيس مهمتهم تقديم معلومات لكل من قبيلتي فتح وحماس ..!

نذهب الى الانتخابات والخلافات  تعصف  بقيادات الفصيل الحاكم ، ومشتقاته وانسحابات من مؤسساته وحرب بين العباسيين والدحلانيين، ويلعن الشيطان ، الرجيم ، الذي فرقهما...!

نذهب الى الصناديق بالعقلية العشائرية ابن العشيرة او القرية الفلانية ، يجب ان يفوز على مرشح البلدة المجاورة .

ونذهب وسط مخاوف من انشقاقات فتحاوية ومرشحين من الفصيل الحاكم يدخلون المعركة  كمستقلين كما حصل في الانتخابات السابقة..!

 لا احد يتوقع  اقبالا كبيرا على الانتخابات - اذا اجريت- فالملل سيد الموقف، خاصة الجيل الذي وصل سن الانتخاب ، فلا انجازات ولا تحسن على الوضع الاقتصادي او الصحي او المستوى المعيشي عامة... ولم يتحقق تحرر إقتصادنا  من التبعية لاقتصاد المحتل ، ومازالت نسبة كبيرة من الايدي العاملة تعمل داخل  ما يسمى الخط الاخضر او في المستوطنات او باقامتها ..!!

مل الجمهور الوجوه القديمة فالمطلوب تجديد دم  اولي الامر وليس من الضروري ان يكونوا من الحزب الحاكم او الفصائل 

نذهب وقد  بلغ الضجر ذروته من الاجتماعات المهمة للقيادة والبيانات الاستنكارية الصاروخية  ، وإدانة  الاعتداءات على الاقصى ، والتحذير من الاستيلاء عليه، ومناشدة المجتمع الدولي نجدتنا وانقاذنا من الاحتلال..!

نذهب الى الانتخابات. وقد بلغت اعتداءات المستوطنين على اهالي بلداتنا ذروتها ، ويبدو ان العد التنازلي  لطردنا من بقايا الوطن، قد بدا ،  وما على القيادة  إلا الاستعداد لعقد اجتماع مهم لاستنكار  الترانسفير الذي ينتهك القانون الدولي وحقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية ...!