• 28 شباط 2021
  • هموم

بقلم : الكاتب والصحفي المقدسي ماهر العلمي

 

 

التمسحة العربية ، التي تحتكرها الزعامات المفروضة علينا من المحيط الى الخليج، تعتبر افضل واجود تمسحة عرفها التاريخ.. فاحذروا التقليد، وتأكدوا من علامتها الاصلية تمساح بقرنين بلون بني.... الوكيل الحصري الوحيد العم صهيون واولاده ، ولديه فروع في كافة القصور الملكية والرئاسية والاميرية والسلطانية ...

..... تمسحة القيادات العربية ، تدوم طويلا ، من المهد الى اللحد، بفضل متانتها ودقة صناعتها ، وعراقتها، وفاعليتها السريعة خاصة عند الهزائم والكوارث والمصائب  التي يتسببون بها لشعوبهم المقهورة ، والمنكوبة بهم ...!

... انها اطول تمسحة ، عرفتها الزعامات عبر التاريخ، وتستحق تسجيلها في غينيس..!

.. انها تمسحة ناطقة تتحدث بصدق عن احوالهم ، ولامبالاتهم ، وانعدام الاحساس لديهم ، فلا تحزنهم الهزائم العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية المتلاحقة، ولا تهتز لهم شعرة واحدة اذا ما تعرضوا للإهانة والمهانة والمذلة من اسيادهم وحماة عروشهم وكراسيهم ... ولا يحزنون اذا ما تسببوا بإفقار شعوبهم بفضل فسادهم ولصوصية بطانتهم ، فهم سعداء السعادين، عندما يأكلون الموز ..!

... متمسحون ... عندما ذبح الاحتلال الفرنسي اكثر من مليون جزائري ..

... اغتصب الصهاينة فلسطين ، وشردوا اهلها ، وارتكبوا المجازر من حيفا حتى دير ياسين، وهؤلاء الزعماء على قمة التمسحة ، جالسون...!

... حولت اسرائيل نهر الاردن ومياه انهار لبنان،  وهم على تمسحتهم يحافظون..!

..سرقت اسرائيل بترولهم وغازهم من بحرهم ، ويشترون منها  ما تسرقه منهم  ولا عجب فهم بلهاء ، متمسحون..!!

..  غزا المحتل الاسرائيلي الجنوب اللبناني، واقتحم وحاصر بيروت واشرف على مجازر العملاء الحاقدين على الفلسطينيين...واصحاب الجلالة والفخامة والسمو ومعهم حملة اوسمة البطولة رؤساء الاركان ، في خمول تام ، وتمسحة لا تخطر على بال...!

... الضباع تفترس الجسد السوري بوحشية فاقت همجية جانكيز خان ، والمتمسحون ، يلعبون ويرتعون ، ويلتهمون اشهى الطعام ..!!

.. حولوا اليمن السعيد في غابر الزمان الى خربة تعيسة يعمها الخراب والدمار والقتل والجوع والوياء والحرمان والبؤس والشقاء وما تبقى من شعبها الى بؤساء تهددهم الابادة والاندثار ، بعد تحذيرات دولية من كارثة انسانية واهوال ...وتمسحتهم تتنامى بانتظام ..!

... يحاصرون ، بل يخنقون غزة الاباء والشموخ والفداء والصمود والثبات .. ويحولونها الى اكبر سجن عرفته البشرية حتى الان.. وزوال تمسحتهم ، امر لا محال ..!

يستوطن الصهاينة في كل مكان من هذه الديار، بعد ان منحهم اتفاق اوسلو الكارثي الامن والطمأنينة والأمان وساعدهم التنسيق الامني على التوسع والانتشار ، وتسويق بطيخهم بأرخص الاسعار ، وتشغيل العمال الفلسطينيين ... وسجل يا زمان .. وصور التمسحة هذه الايام...    

.. يقتلع المستوطنون اشجار التين والزيتون، ويرعبون المزارعين الفلسطينيين ويمهدون لابتلاع اغوار فلسطين ... والزعماء المتسمحون ، في سبات ..!     ...

.. يلتهم الاستيطان قدس عمر وصلاح والاقصى مهدد بالدمار بعد تهديدهم بتقسيمه بالمكان والزمان والمقدسيون في اتعس حال ، يهدمون لهم كل بنيان ، تمهيدا لطردهم، ولكنهم صامدون ويتكاثرون واصبحوا ٤٠٪؜  من السكان وهم بحاجة لمشاريع اسكان يمولها اثرياء العروبة والاسلام، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فهؤلاء الاغنياء يفضلون تبديد الاموال في كازينوهات القمار واقتناء اليخوت والتنزه مع الغواني الحسان في البحار..! حقا تمسحة زعماء واثرياء العربان فاقت كل خيال ..!

... حولوا العراق الى كيان مسخ ، تستولي عليه عصابات مسلحة شيعية تأتمر بأوامر آيات ايران ، وترتكب المجازر ضد المسلمين السنة بوحشية وحقد وكراهية تعمي الابصار...كل ذلك بعد انهيار عراق صدام الذي كان يهابه الكبار ويخشى سطوته الاقزام ...!

...حاربوا مع الصليبيين لإسقاط خلافة عثمان، وذبحوا معهم الجنود الاتراك ، وكافاهم اسيادهم الصليبيون بترقيتهم من قطاع طرق وشيوخ قبائل الى امراء وملوك دويلات ، وحراس نفط ، واختاروا لهم الوان اعلامهم ، وحولوا مهنتهم من رعي الابل والاغنام الى حكم العباد، وهكذا  تأسس اول فوج خليجي من الزعماء المتمسحين ذوي العباءات والعقال..!

...وليبيا  لا تعرف الاستقرار ولا احد يغيثها ويساعدها على التوحد والاستقرار والاستفادة من ثروتها النفطية وتحقيق الازدهار، وتفترس ازاء منها ضباع اجنبية بوحشية وجشع وترتكب المجازر فيها ولا يقلقهم مأساتها متمسحو هذا الزمان ..!

...ومصر العروبة والاسلام، تفقد هيبتها ويسرق الاثيوبيون معظم حصتها من مياه نهر النيل ، وتتحول ملايين الفدانات الى ارض بور ينعق فيها الغربان، ويغرق شعبها بالقروض وفوائدها ويعاني الفقر والحرمان، ويطلبون منه تخفيف التكاثر السكاني ، ولا يفكرون في استغلال ثروات مصر  ويتجاهلون ان زيادة السكان ذخر استراتيجي ، ومن اسباب القوة ، ففي الهند ١.٢ بليون نسمة واقتصادها في احسن حال، واليابان تشجع شعبها على التكاثر وتكافئ المتكاثرين بالأموال ..! والمتمسحون واعلاميوهم المرتزقة يسخرون من شعب مصر الصابر ، الجبار ..!

...! واحسرتاه على السودان الغلبان ، الغارق شعبه بالفقر والحرمان ، ولولا لدى متمسحيه عقول لحولوه الى سلة غذاء لكل انسان في العالم ، فلا يبقى احد جوعان  وتحول المواطن الى باحث عن الخبز والوقود والطعام ، والدولار يساوي ١٤٠٠ جنيه ويا سلام على حكم العسكر وعهد الازدهار ، وما أجمل التطبيع مع الكيان ، وما ادفا حضن العم سام ، فتحية عز وفخار لمتمسحي السودان، ورفاقهم في كل مكان ، في مسيرة التخلف وبعدها الاندثار..!