• 20 آذار 2021
  • هموم

 

بقلم : الكاتب والصحفي المقدسي ماهر العلمي

 

... ويتباكون على القدس.. ويذرفون دموع التماسيح في مرحلة التمسحة العربية.. ومثل النعام يخفون رؤوسهم في رمال صحراء التيه المقدسي.. ويطلقون التحذيرات الفارغة من مخططات تهويد المدينة المقدسة التي يجري تسريع تنفيذها .. ويتواصل تسريب الاراضي والعقارات والمباني عبر البيع أو التأجير اَي التمليك للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية الإسرائيلية أو التحكير!  أو من خلال المصادرة بدعوى المنفعة العامة أو لإقامة حدائق توراتية..

 ولا يتحرك سكان الأبراج العاجية ملمترا واحدا للاطلاع على اوضاع المرابطين المقدسيين المنكوبين بالاحتلال والاستيطان .. ولا يفكرون حتى بالصلاة في الاقصى المقتحم يوميا أو تفقد احوال المرابطين بالبلدة العتيقة حماة أولى القبلتين ..!

يتباكون على القدس في المؤتمرات والندوات والحوارات  التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحمي العقارات المقدسية..

يتباكون على زهرة المدائن امام مختلف وسائل الاعلام وخاصة التلفزيونية وابراز تصريحاتهم النارية على الصفحة الاولى للصحف المحلية، فهمهم ان ينضموا لجيش الشخصيات الوطنية او المرجعيات الدينية او وجهاء الاصلاحات العشائرية ...يريدون الشهرة والمشاركة في فعاليات الدفاعً عن القدس الشرقية... يسعون ليكونوا في الحضرة الرئاسية ، لعلهم ينالون مناصب قيادية.    

رغم ان فضيحة تسريب مبنى الكلية الابراهيمية السابق لبلدية القدس ، عبر التأجير ، قديمة ، الا انها تؤكد استهتار ولامبالاة المسؤولين الفلسطينيين ، وعدم اهتمامهم بالمحافظة على احد اهم معالم مدينة القدس الباكية ، المبكية.  

ومن يشاهد فيديو الاحتفال بافتتاح مدرسة العلا الاساسية المختلطة البغروتية ، يدرك مدى تسارع تهويد الحجر وآسرلة العقل والفكر والبشر.. اولادنا وبناتنا يرحبون بالمالك الجديد للمقر الأسبق للكلية الإبراهيمية نير بركات وحرارة وحفاوة استقباله تفوق كل وصف ليشاركه المحتفون العرب كبارا وصغارا سعادته ونشوة نصره بتملكه احد معالم القدس المهمة الاستراتيجية في شارع محرر القدس صلاح الدين...!

أليس من العار اخلاء مدرسة الفتاة اللاجئة  المؤجر مقرهاً لوزارةً التربيةً والتعليم العالي الفلسطينية ، لتأجيرها بل تمليكها للبلدية وتحويلها لمدرسة بغروتية... احقا ان الجهات الفلسطينية الرسمية المعنية  ترفض دفع الأجرة كما يدعي المالك المقدسي الذي حول المبنى الى مؤسسة للبلدية ..؟  هل  هذه الجهات  عاجزة عن الدفع لحماية المبنى..؟ امً الاكتفاء باستنكار تهويد القدس ومؤسساتها اذ لا يكلف مالا..؟ 

٢٩٠ طالبا وطالبة سيتلقون المنهاج التعليمي الإسرائيلي ،٢٩٠ مواليا ومجندا للدفاع عن الدولة و( عاصمتها القدس) والدوهم سيحتفلون بحصولهم على البغروت وسيصلون شكرًا لرب العالمين في الاقصى بالوقت المحدد للمسلمين!

 ومأساة اخلاء المقدسيين من منازلهم ، كيف ينظر اليها سكان الابراج العاجية ،وهل سيدافعون عن اكثر من خمسمائة مقدسي ، ام سيكتفون بقصف استنكاري للاحتلال والتحذير من مخطط تفريغ القدس من اهلها ؟  

 لقد اقيمت هذه المنازل بتفاهم وتنسيق مع وكالة الغوث في العهد الاردني ، ومن واجب عمان والوكالة التحرك قبل تنفيذ قرار التشريد في الثاني من ايار المقبل ........!!!   

يا من تتباكون على القدس واهلها كفاكم بكاء حتى لا تعمى عيونكم ، كما اعمى الهوان والذل والخنوع قلوبكم، وفروا دموعكم لذرفها على انفسكم يوم تواجهون ربكم الذي خلقكم احرارا وأمركم ان لا تنشدوا العزة من غيره فعصيتم واتبعتم اهواء الآخرين  ...!