- 13 تموز 2025
- من اسطنبول
اسطنبول - أخبار البلد - كتب أحمد هيمت :
تستعد إسطنبول العاصمة الثقافية والاقتصادية والتاريخية لتركيا لاستقبال معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي بنسخته العاشرة والذي بات مظهرا ثابتا من المظاهر الثقافية السنوية في تركيا ، حيث من المقرر ان تشارك عشرات دور النشر من جميع الدول العربية ناهيك عن دور النشر العربية التي تتخذ من اسطنبول مقرا لها ، وهي دور نشر ناجحة ولها جمهورها .
في هذا الوقت بالذات أظهرت جميع الدراسات والاحصائيات الرسمية وغير الرسمية تراجعا واضحا في أداء دور النشر في العالم العربية رغم كثرة تلك دور النشر ، و أظهرت تلك الإحصائيات تراجعا أيضا نسبة الإقبال على الكتاب بشكل عام في العالم العربي برمته، ناهيك عن الإجراءات القمعية التي تقوم بها الغالبية العظمى من الحكومات العربية ضد الكتاب اي كان نوعه وصنفه ولونه.
في هذا الإطار لخص الناشر " خالد أحمد قبيعة" مدير دار الراتب للنشر معضلة النشر في العالم العربي وسبل حلها .
ويسعدنا في " اخبار البلد" ان نعيد نشر ما خطه الناشر خالد قبيعة:
يواجه قطاع النشر الورقي في العالم العربي ازمة كبيرة وتحديات عامودية ، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العديد من البلدان العربية. منذ عام 2019 وحتى عام 2025، واجه الناشرون العرب صعوبات جمة في توزيع الكتب الورقية، مما أدى إلى خسائر فادحة وتراجع في صناعة النشر.
*واقع النشر الورقي في العالم العربي*
1. *تراجع مبيعات الكتب*: انخفضت مبيعات الكتب الورقية بشكل كبير في العديد من البلدان العربية، خاصة مع انتشار القراءة الإلكترونية وتفضيل الكثيرين للكتب الرقمية.
2. *إغلاق شركات التوزيع*: أدى تراجع مبيعات الكتب إلى إغلاق العديد من شركات توزيع الكتب في العالم العربي، مما زاد من صعوبة وصول الكتب إلى القراء.
3. *الخسائر المالية*: تعرض الناشرون العرب لخسائر مالية كبيرة بسبب تراجع المبيعات وإغلاق شركات التوزيع.
*أسباب تراجع صناعة النشر الورقي*
1. *القرصنة الإلكترونية*: انتشار القرصنة الإلكترونية وتحميل الكتب بشكل غير قانوني أدى إلى تراجع مبيعات الكتب الورقية.
2. *التكنولوجيا الحديثة*: انتشار التكنولوجيا الحديثة والكتب الإلكترونية جعل القراء يفضلون القراءة الرقمية على الورقية.
3. *الأوضاع الاقتصادية*: تدهور الأوضاع الاقتصادية في العديد من البلدان العربية أدى إلى تراجع القدرة الشرائية للكتب.
*تأثيرات تراجع صناعة النشر الورقي*
1. *تراجع الإبداع*: تراجع صناعة النشر الورقي أدى إلى تراجع الإبداع الأدبي والفكري في العالم العربي.
2. *فقدان الوظائف*: إغلاق شركات التوزيع والنشر أدى إلى فقدان العديد من الوظائف في قطاع النشر.
3. *تراجع الثقافة*: تراجع صناعة النشر الورقي أدى إلى تراجع الثقافة والوعي الفكري في المجتمع العربي.
*الحلول الممكنة*
1. *دعم النشر الإلكتروني*: يمكن دعم النشر الإلكتروني وتشجيع الناشرين على التحول إلى النشر الرقمي.
2. *حماية حقوق النشر*: يجب حماية حقوق النشر ومكافحة القرصنة الإلكترونية لتشجيع الناشرين على الاستمرار في النشر.
3. *دعم صناعة النشر*: يمكن دعم صناعة النشر من خلال توفير التمويل والتدريب للناشرين والكتاب.
4. *تشجيع القراءة*: يجب تشجيع القراءة في المجتمع العربي من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والمعارض والأنشطة المدرسية.
5. *التعاون بين الناشرين*: يمكن للناشرين التعاون فيما بينهم لمواجهة التحديات المشتركة وتحسين توزيع الكتب.
*تأثير المعارض على صناعة النشر*
تنظيم المعارض في العالم العربي، سواء كانت حكومية أو خاصة، يمثل فرصة هامة للناشرين لعرض كتبهم والترويج لها. ومع ذلك، يواجه الناشرون تحديات كبيرة في هذا السياق:
1. *ارتفاع التكاليف*: تكاليف المشاركة في المعارض تكون مرتفعة، بما في ذلك استئجار المساحات، تصميم وتنفيذ العروض، ونقل الكتب. هذه التكاليف يمكن أن تكون عبئًا على الناشرين، خاصة الصغار منهم.
2. *تراجع مبيعات المعارض*: على الرغم من أهمية المعارض، إلا أن مبيعات الكتب خلالها تكون محدودة، خاصة خارج الفترات المحددة مثل نهاية الأسبوع.
3. *تراجع اقتناء الجهات الرسمية*: الجهات الرسمية في العديد من البلدان العربية قامت بتقليص ميزانياتها لاقتناء الكتب، مما أثر سلبًا على مبيعات الناشرين.
4. *تراجع زوار المعارض*: عدد زوار المعارض الذين يقومون بشراء الكتب انخفض بشكل ملحوظ، مما يجعل العائدات من المبيعات ضئيلة.
*تأثيرات هذه التحديات*
1. *خسائر مالية*: ارتفاع التكاليف وتراجع المبيعات يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للناشرين، مما قد يؤدي إلى توقف بعضهم عن المشاركة في المعارض أو حتى عن النشر نفسه.
2. *تأثير على صناعة النشر*: تراجع مشاركة الناشرين في المعارض يمكن أن يؤثر على تنوع الكتب المعروضة وتوافرها للقراء، مما يؤثر على الثقافة والوعي الفكري في المجتمع.
*الحلول الممكنة*
1. *دعم حكومي*: يمكن للحكومات تقديم دعم مالي أو تسهيلات للناشرين للمشاركة في المعارض، خاصة للنشطاء الجدد والصغار.
2. *تنظيم فعاليات مصاحبة*: يمكن تنظيم فعاليات مصاحبة للمعارض مثل ورش العمل، الجلسات الحوارية، والتوقيعات لجذب المزيد من الزوار وزيادة المبيعات.
3. *استخدام التكنولوجيا*: يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز تجربة الزوار وتشجيعهم على الشراء، مثل منصات البيع الإلكترونية المدمجة مع المعارض.
4. *تعاون بين الناشرين*: يمكن للناشرين التعاون فيما بينهم لتقليل التكاليف وزيادة الفعالية في المعارض.
يواجه قطاع النشر الورقي في العالم العربي تحديات كبيرة، ولكن هناك حلول ممكنة يمكن أن تساهم في تحسين الوضع. يجب على الناشرين والكتاب والمجتمع العربي العمل معًا لتشجيع القراءة ودعم صناعة النشر.
كما ان للمعارض دورًا هامًا في صناعة النشر، ولكن التحديات التي يواجهها الناشرون يمكن أن تؤثر سلبًا على هذه الصناعة. ولكن….من خلال الدعم الحكومي، والتنظيم الفعال، واستخدام التكنولوجيا، يمكن تحسين تجربة المعارض وزيادة فعاليتها في تعزيز صناعة النشر في العالم العربي.